منذ عدة سنوات بدأت حملة منظمة لا تزال قائمة ضد الخطاب الديني الاسلامى ولقد شارك الخارج والداخل فى هذه الحملة التى لم تقف عند الخطاب والدعاة وإنما تجاوزت ذلك إلى مرجعية هذا الخطاب ومقدساته فطالبت بالحذف والتعديل حتى لآيات من القرآن الكريم وأحاديث من رسول الله صلى الله علية وسلم !. ومع اعترافنا بأن تجديد الخطاب الديني هو سنة من سنن الفكر في الإسلام.. وبأن في خطابنا الديني وغير الديني ما يحتاج إلى كثير من التجديد والتطوير فإن التساؤل المشروع يقول لنا وللآخرين : وأين هي الدعوات إلى تجديد الخطابات الدينية عند الآخرين ؟!. إن التراث اليهودي – على سبيل المثال طفح بالعنصرية والدموية ضد كل الاغيار حتى لنقرأ فى سفر التثنية الإصحاح( 7:6,7,14 ,16 ) الإصحاح 19 صفحات الفكر العنصري الدموي التى تدعوا إلى ابادة جميع الشعوب الذين على وجه الأرض واكل كل الشعوب أكلاً ومن ان تقطع لهم عهداً ولا تشفق عيناك عليهم بل تمح ذكراهم من تحت السماء مثل العماليق؟؟.. ولم يقف أمر هذه العنصرية الدموية عند الخطاب التراثي وإنما تحول هذا التراث الدموي إلى فكر معاصر يتجسد على أرض الواقع ضد الشعب الفلسطيني فالحاخام الصهيوني العقيد ؟ فيدان زيمبل يفتى للجنود الصهاينة المحتلين لأرض غزة والضفة الغربية فيقول إن الهالاكاه الشريعية تحض على قتل حتى المدنيين الطيبين؟؟!!. فأين نحن واين العالم الذى يصدع رؤسنا ويبتز أمتنا بنقد خطابنا الديني خطاب الضحية من هذا الخطاب العنصري الدموي الذى يوضح اليوم فى الممارسة والتطبيق على أرض فلسطين .. بل والذى تتبنى تطبيقه محافل الاستعمار الغربي بقيادة أمريكا فى العراق وأفغانستان جوانتانامو وسلخانات فى التعذيب المنتشرة فى قارات العالم الذي نعيش فيه ؟!. أين العالم من هذا الخطاب الدموي العنصري – الصهيوني الصليبي الذى تكتوي بناره الشعوب المستضعفة فى قارات الجنوب ؟!.. أم ان الخطاب الديني الاسلامى هو وحده الذي يحتاج إلى تجديد ؟ إن المسلمين لك يكونوا هم الذين أبادوا شعوب الهنود الحمر .. ودمروا حضارتهم وليسو هم الذين استخدموا أسلحة الدمار الشامل الذرية فى ابادة المدنيين الأبرياء الآمنين فى هيروشيما ونجزاكى فاليابان سنة 1945 ! ليسوا هم الذين سمحوا نزية الأرض واحرقوا الغابات وأبادوا ثلاثة ملايين من البشر فى فيتنام .. ولا هم الذين قتلوا سبعين مليونا فى حربين عالميتين – فى النصف الأول من القرن العشرين ! . ولا هم الذين قتلوا قرابة المليونين من الشهداء في الجزائر .. ولا هم الذين استخدموا اليوارنيوم فى المنضب والقنابل الفسفورية والعنقودية وسموحا للبيئة وقتلوا عشرات الآلاف بل دمروا حتى كنوز الآثار الحضارية والنادرة والنفيسة فى العراق ولأنهم اللذين الكثر من بلاد الجنوب إلى مقابر للنفايات الذرية المدمرة والمهلكة للحياة وجعلوا من حياة الأبرياء المنهية الصلاحيات . لم يكن المسلمون هم الذين صنعوا ذلك ولا شيئا من ذلك لكن القضية – فى الحقيقة هى قضية النهب الاستعماري الغربي فى العالم الاسلامى – وقضية العداء الغربى للإسلام الذى يرى فيه الغرب بعبارة المستشرق الفرنسي " جاك بيرك ( 1995م-1910 ) ابن العم المجهول والأخ المرفوض والمنكر الابدى والمتهم الابدى والمشتبه فيه الابدى !! .. تلك هي الحقيقة التى تعمى عليها وتزيفها خطابات الطغاة ؟؟».