غنيّ عن القول إن الجمعية السعودية التاريخية – فرع المنطقة الغربية تضطلع بنشاطات علمية وبحثية جديرة بالذكر والإشادة منذ أن تسلّم قيادتها الزميل الأستاذ الدكتور فهد عتيق المالكي (الأستاذ بقسم التاريخ جامعة أم القرى، المشرف على متاحف الجامعة) ونائبته الدكتورة هالة بنت ذياب المطيري (النشطة والباحثة والمربية القديرة)؛ فقد عملا قبل سنتين على عقد الملتقى السنوي للجمعية في رحاب جامعة أم القرى بمكةالمكرمة، ومنذئذ عَقَدَا العزم -بدعم من مجلس إدارة الجمعية بجامعة الملك سعود، وعلى رأسه الزميل الدكتور سعيد القحطاني- على عقد الملتقى الموالي لملتقى مكة في محافظة القنفدة. ويجئ اختيار محافظة القنفدة بعد مكةالمكرمة مباشرة دليلاً على الأهمية التاريخية والأثرية والحضارية للمحافظة، وعلى أهميتها بوصفها من المحافظات الكبيرة في المنطقة، وتمتلك مقوّمات سكانية وزراعية ورعوية وبحريّة وتراثية تؤهّلها لكي تكون محافظة جاذبة للاستثمارات المحلية والخارجية، فضلاً عن أهميتها بوصفها وجهة سياحية موعودة في مستقبل الأيام. ويهدف الملتقى إلى إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المؤرخين والآثاريين السعوديين لزيارة محافظة القنفدة، والتعرّف إلى تاريخها وتراثها والكشف عن آثارها، والكتابة عنها خدمة للتاريخ والمؤرخين، وللمعرفة الإنسانية.. وسيرفد مجيء هؤلاء المؤرخين ومشاركتهم البحثية تاريخ القنفدة بعدد من البحوث والدراسات العلمية الجادة التي ستُلّقَى في هذا الملتقى، وستنشرها الجمعية بعد ذلك في مجلد نأمل أن تزدان به أرفف المكتبات العربية والعالمية، وأن يكون مرجعًا لا يستغني عنه الباحثون والدارسون وهواة القراءة والاطلاع في مستقبل الأيام. ومما يزيد من أهمية هذا الملتقى كونه أول ملتقى متخصص في التاريخ والحضارة والآثار يُعقد في حدود علمي على تراب القنفدة، ونأمل أن يكون باكورة لملتقيات علمية أخرى تتمخّض عنها دراسات وبحوث تتناول مختلف الجوانب العلمية للمحافظة، فالدراسات العلمية عن محافظة القنفدة شحيحة على الرغم من أهميتها، وأهمية ما تشتمل عليه من مقوّمات بحثية على جانب كبير من الأهمية. ويزيد من أهمية هذا الملتقى كذلك ما كشفه ويكشفه عما جُبل عليه أهل القنفدة من التعاون والتعاضد مع كل المبادرات التي تستهدف محافظتهم سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الأهلي، من ذلك ما نلحظه من الترحيب الحار بالملتقى وبالمشاركين فيه من جانب محافظ القنفدة الأستاذ محمد بن عبدالعزيز القباع، وكذا ما نلحظه من أن مديرية التعليم بالقنفدة وفرع جامعة أم القرى بها، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث من أوائل المبادرين بالترحيب بالملتقى، وبالتعاون مع منظميه إلى أبعد حدود، تجلى ذلك في الاجتماع الذي عقد في رحاب إدارة التعليم بحضور أ.د. فهد عتيق المالكي، المشرف على فرع الجمعية السعودية التاريخية بالغربية، وحضور مدير التعليم بالقنفدة الأستاذ محمد الزاحمي، وعدد من رجال إدارته وأعضاء هيئة التدريس بفرع الجامعة، ورئيس الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الأستاذ إبراهيم علي الفقيه، وبعض أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وعدد من المؤرخين والمثقفين ورجال الأعمال الذين رحبوا جميعًا بالملتقى، ووعدوا بدعمه، وباستضافة المشاركين فيه، فهؤلاء جميعًا كلهم شركاء في الملتقى، وما تلا ذلك من تواصل الدكتور فهد المالكي مع مسؤولين آخرين في زيارته التالية للمحافظة، تلك الزيارات التي كُلّلت بتعاون كثيرين من أهالي القنفدة ومسؤوليها ممن لا يحضرني أسماؤهم وإداراتهم في هذه العجالة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتكلل هذا الملتقى بالنجاح وأن تتحقق جميع أهدافه، وأن يفتح الباب إلى ملتقيات وندوات ومؤتمرات أخرى قادمة تتناول محافظة القنفدة في كل جانب من جوانب الحياة فيها إنه سميع مجيب. * أستاذ التاريخ الإسلامي والآثار الإسلامية بجامعة الملك سعود