وقف على الماء طويلاً لم تتبلل قدماه ولم يغرق إلا في لغة "الضاد" هوىً ورفاق تبدى من نوافذ متوجسة وصدح من شرفات الخوف مطلقاً "حلو" الكلام شعرًا ونثرًا بالعامي حيناً وبالفصيح أحيانًا كان فتىً لا يشبه إخوته فهم قانعون وهو متخمٌ بالتوجس وبينما طال عداؤه للقصيدة الحديثة ما لبث مع طول الزمان أن انحاز لها وانسابَ في أحشائها بكل وهج حروفه عبدالله عاش حياة البسطاء والفقراء والشعراء لكنه حمل أوجاعه وغنى مبتسماً في وجوه العابرين باحثاً عن ضحكةٍ خلف الأبواب الموصدة تأثر بتجارب غيره وأثر في غيره تملّكه نهمٌ للقراءة باللغات وأثمر صلفاً للقول والكتابة يمخر عباب الشعر غربًا وشرقًا ثم تأخذه ريح الهوى جنوباً إلى قِبلة القلب من أعالي الحجاز إلى تخوم حضرموت الراسية كان مزدحماً بالخوف وبالأماني يلوذ بقدمِ الباب ويلقفُ صغاره ليطمئن قلبه وينام على نصف حلمٍ صاح في ابنته "ديم" (اعتمري بعض جنون أبيك وإن خفتي فاختبئي بين أوردتي وهوى أغنياتي القديمة) اعتمر رأسه الكبير ذات مساء ومزاد لم يعرضه للبيع في سوق الأدباء وانزوى آخذاً بتلابيب الطرقات والأصدقاء رحل باهيثم وترك الخوف مقيماً على أطراف المدن وبقايا الوجد تركَ حلماً.. وتوسد قارعة الغياب ماثلاً في ثنايا الحب والقلب الموجوع