جذب وادي العقيق في المدينةالمنورة الزوار والمصطافين بشكل لافت مع قيام هيئة تطوير منطقة المدينةالمنورة بالتعاون مع الجهات الحكومية في المنطقة لتطوير العديد من المواقع وتحسين وتطوير البُنى التحتية وتهيئة الحدائق ومسارات المشاة، واستثمار مناطق ومواقع الجذب السياحي، وتحسين المشهد الحضري في أنحاء المدينةالمنورة، وتشييد المشروعات التطويرية الصديقة للبيئة بما يضفي بُعدًا جماليًا لطيبة الطيبة. ويمثل الوادي متنفساً ومتنزهًا لأهالي المدينةالمنورة على مرّ التاريخ، حيث يفد إليه بصفة يومية العديد من المتنزهين من الأفراد والعائلات لممارسة رياضة المشي والاستمتاع بالأجواء العليلة في المكان لا سيما خلال أوقات المساء. سيرة المصطفى وارتبط الوادي بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مما ميزه عن غيره وأكسبه الشهرة والمكانة في نفوس المسلمين، حيث ورد في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق يقول: (أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك) حيث اشتهر بهذا الاسم بعد ذلك، وكان في بعض العصور الماضية أشبه بنهر دائم الجريان، حيث شيدت على ضفافه القصور، خاصة في العصر الأموي والعصر العباسي، ومن أشهر القصور فيه قصر سعد بن أبي وقاص، وما زالت بعض آثاره قائمة حتى الآن، وقصر عروة وقصر سكينة بنت الحسين وغيرها الكثير، كما نشأت بالقرب منه مزارع النخيل وشتلات الخضار والفواكه، فضلًا عن الحدائق التابعة للقصور القائمة فيه.تطوير الوادي وأطلقت هيئة تطوير منطقة المدينةالمنورة قبل عدة سنوات مشروعًا رائدًا للتأهيل البيئي لوادي العقيق، وتحسين وتطوير المواقع المحاذية للوادي الذي تتجمع مياهه من منطقة العقيق التي تبعد عن المدينةالمنورة أكثر من 100 كيلومترًا جنوبًا، ويسير إلى مشارف المدينةالمنورة، حيث شيّدت على امتداد الوادي المحاذي لجبال الجماوات بالمدينةالمنورة حديقة وممشى ومتنزّه، وممشى لممارسة رياضة المشي. وتمتدّ أعمال التأهيل وتطوير وادي العقيق إلى قرابة 15 كيلومترًا بدءًا من منطقة ميقات ذي الحليفة «جنوبالمدينةالمنورة» وصولاً إلى منطقة الجرف «شمالاً» بهدف تحقيق التوازن بين البيئة العمرانية والموارد الطبيعية، وتشمل عمليات التطوير عدة مناطق على ضفاف الوادي منها قصر عروة، وتقاطع طريق السلام، وميدان الجامعة الإسلامية، وصولاً إلى المناطق الزراعية بالجرف. ممشى بمساحة 16500م2 وشملت أعمال تطوير الوادي المبارك ممشى أقيم على مساحة تبلغ 16500 متر مربع، وبطول 1600متر، ويبلغ متوسط عرض مسارات المشاة 14 مترًا، ويحوي الممشى 227 شجرة تظلل منطقة مسارات المشاة، إضافة إلى 77 شجرة نخيل تزيّن الساحات المفتوحة على ضفاف الوادي، فضلاً عن 850 شجرة صغيرة تتوزّع على امتداد المسارات لإضفاء لمسات جمالية في الموقع المزوّد بخدمات النظافة، في حين اكتست أرضيات الممشى بأحجار البازلت والجرانيت لتكون مانعة للانزلاق. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للممشى 4500 شخص في الساعة الواحدة، وقد تم تزويد الممشى ب65 عمود إنارة لتعزيز إضاءة المنطقة بتقنية LED، إضافة إلى 980 نقطة إضاءة سفلية موزعة هندسيًا لإظهار جماليات مكونات الممشى، كما يحوي الممشى 9 ساحات مهيئة بشكل جمالي تتيح إطلالات بديعة على ضفاف الوادي، إلى جانب 287 موقعًا مخصصًا للاستراحة والانتظار على امتداد الممشى، وكذلك 120 موقفًا مخصصًا للسيارات.