كشفت دراسة حديثة أن خيارات التسوق البديلة مثل الاستلام من المحل (46٪) وتجربة التسوق اللا تلامسية كالدفع الذاتي (27٪) من أهم العوامل في إعادة بناء ثقة المستهلكين في المملكة لزيارة الأماكن العامة (المتاجر والمطاعم ومحلات السوبر ماركت). وأوضحت دراسة جديدة أجرتها "كيرني" ضمن سلسلة من الاستطلاعات التي تستكشف عادات التسوق لدى المستهلكين منذ بداية جائحة كورونا، أن المستهلكين في المملكة حافظوا على حذرهم مع استمرار تطور عادات الإنفاق، حيث يتوقع 57٪ استمرار آثار الجائحة للأشهر الستة القادمة. كما سلطت الدراسة الضوء على أن الإنفاق على العناصر الأساسية (التي تشمل الأطعمة والمشروبات والعناصر غير الغذائية) أظهر زيادة مستدامة، مع قيام 45% من المستهلكين بالترقية إلى سلع ذات جودة أعلى وسعر أعلى، في حين استمر انخفاض الإنفاق على المواد غير الأساسية (كالملابس والحقائب والإكسسوارات). واعترف 80٪ من المستهلكين بتغير عادات التسوق لديهم للتكيف مع "الوضع الطبيعي الجديد"، مع تسجيل الشريحة العمرية بين 30-45 لأعلى تغيير (89٪) يليهم من تقل أعمارهم عن 30 عامًا (84٪). وتبين أن 18٪ من المستهلكين قللوا الإنفاق على العناصر الأساسية بنسبة تصل إلى النصف مقارنة بما قبل الجائحة، في حين قام 60% من المشاركين برفع إنفاقهم بأكثر من الربع على العناصر الأساسية. وفي المقابل، انخفض الإنفاق على غير الأساسيات بنسبة 26٪، مع إفصاح 45% من المشاركين أنهم زادوا الإنفاق في هذا المجال. وضمن فئة العناصر الأساسية، قام 45٪ من المشاركين بالترقية إلى سلع ذات جودة أعلى وسعر أعلى، مع تسجيل أعلى زيادة في فئة اللحوم ومنتجات الألبان (61٪) والفواكه والخضروات (59٪). وأشار 31٪ من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يتوقعون إنفاق المزيد على غير الأساسيات في الأشهر المقبلة، لا سيما على الملابس غير الرسمية (48٪)، وملابس العمل (41٪)، وملابس السهرة (39%)، والملابس الرياضية (36٪)، والأحذية (34٪)، والحقائب والإكسسوارات (27٪). ويسلط الاستطلاع الضوء على أن المستهلكين في المملكة أصبحوا الآن أكثر إقبالا على شراء الأساسيات عبر الإنترنت مقارنة بالعام الماضي. وعند سؤالهم عن الدوافع وراء ذلك، كانت تدابير الوقاية من الجائحة (39٪) هي المحرك الرئيسي، تليها الراحة (36٪)، وملاءمة التسعير (17%)، وتنوع المنتجات المتاحة (8٪). ومن المثير للاهتمام، أن تدابير الوقاية احتلت المرتبة الثالثة في دوافع التسوق عبر الإنترنت للمواد غير الأساسية (18٪)، مسبوقة بالراحة (34٪) في حين حظيت عوامل التسعير وتنوع المنتجات ب 24% من الردود. وذكر 44٪ أنهم يفضلون التسوق في المتجر عند شراء المستلزمات الأساسية، في حين بلغت النسبة 35٪ للعناصر غير الأساسية، خاصة للمنتجات التي تتطلب فحص الجودة والملاءمة. وقال عادل بلقايد، الشريك في كيرني الشرق الأوسط: "بالنسبة للمستهلكين في السعودية، يعتبر عنصر الراحة الدافع الأول لإجراء الشراء عبر الإنترنت ما يظهر تراجع المخاوف بشأن كوفيد-19 إلى مرتبة ثانوية، الأمر الذي يشير إلى استمرار تبدل عادات التسوق عبر الإنترنت. ومع ذلك، لا تزال المتاجر الفعلية تلعب دورًا قويًا في جميع الفئات التي يحتاج فيها العميل للمس المنتج والشعور به وتجربته. وسيتوجب على تجار التجزئة اعتماد استراتيجية مختلفة لجعل المستهلكين يشعرون بالأمان في متاجرهم؛ فرغم الإقبال الكبير في السعودية على تجارب التسوق البديلة : عن بعد والاستلام في المتجر والدفع اللا تلامسي والذاتي، إلا أن هناك تفاوتًا ملحوظًا عبر الأسواق، ومن الضروري للأطراف المعنية في مراكز التسوق والمتاجر مواكبة الوجه المتطور لتجارة التجزئة للمحافظة على مكانتها."