تفاؤل هذا الرجل الذي ترسمه قسمات وجهه وهو يظهر على الشاشة بشكل يومي منذ بداية جائحة كورونا، ينعكس على مشاهديه فيبث فيهم الأمل ويخفف بجرعاته اليومية التفاؤلية عن الجميع هاجس الخوف من آثار الجائحة. يحق للوطن والمواطنين والمقيمين أن يفتخروا بالمتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي، الذي كان يوصل لنا رسالة يومية تفاؤلية مفادها أننا قادرون على تجاوز هذه المرحلة بفضل الله ثم بالتزام الجميع بالإجراءات الاحترازية، وهو يوجه وينصح بروح الأبوة والأخوة والصداقة للجميع. الجميع خلف الشاشات ينتظر ظهوره لأخذ جراعات من الراحة ونفي الإشاعات وتأصيل مبدأي الشفافية والصراحة. العبد العالي بلسم شاف غير متصنع، فهو إضافة إلى عمله الحالي متحدثا رسميا يعمل أيضا وكيلًا مساعدًا لإدارة المستشفيات في وزارة الصحة، ودائما يؤكد بأن العودة للحياة الطبيعية تبدو وشيكة مع التزام تام بالتعليمات الرسمية. وبذلك يقتل من خلالها الشائعات، ويفسّر الأرقام، ويقدم تحليلًا موضوعيًا يستند فيه إلى مصادر موثوقة، وكأنه يمارس تخصصه بشكل آخر، فظهوره الصحفي بات بمثابة خلية دم بيضاء، مهمتها يوميًا صناعة وعي مناعي اجتماعي، يسهم في منع انتشار فيروس كورونا الجديد في المملكة. العبد العالي لم تدفعه ملكته الخطابية للغرور ومحاولة أداء دور المحامي عن منظمة يمثلها، بل ظهر، بمسؤولية، مقدّراً حرية الإعلام كسلطة رابعة في الانتقاد والتحقيق والاستفهام، ففتح قلبه قبل عقله يجيب هنا، ويؤكد هناك، ويعترف بالتقصير إن حصل.. هذا هو الدكتور «العبدالعالي» الذي نفتخر به محليا وعالميا، كما نفتخر بأن السعودية من أفضل دول العالم في التعامل مع جائحة كورونا.