انتهت الامتحانات وبدأت الإجازة وبدأ التفكير، إلى أين الاتجاه لقضاء الإجازة الصيفية والآلاف من المواطنين ينتظرون السماح لهم بالسفر، حيث سيتم رفع قيود سفر السعوديين وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية بتاريخ 17 مايو بعد إغلاقها لمدة تزيد عن عام، ولكن الأغلبية منهم لم يحددوا اتجاه بوصلتهم في السفر بعد؛ بسبب القيود على دخول المسافرين للسياحة التي تفرضها معظم دول العالم، ورغم جميع الجهود التي تبذل محليًا وعالميًا لمحاربة انتشار وباء كورونا، إلا أن الرؤية العالمية تظهر عكس أحلام الراغبين في السفر حتى لو تم فتح باب السفر بشروط من قبل الجهات المسؤولة في المملكة إلا أن أوضاع بعض الدول للسياحة العالمية من حيث ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا دفعت حكومتنا لوضع ضوابط مشددة للمسافرين إليها ووضعت عدة قيود للسفر منها شرط السفر للمحصنين ممن تلقوا جرعتين من اللقاح أو جرعة واحدة مضى عليها 14 يومًا أو المتعافين من فيروس كورونا ممن لم يمض على إصابتهم أكثر من 6 أشهر. وتشير المواقع الرسمية لبعض الدول الأوروبية والآسيوية بإغلاقها حاليًا أمام المسافرين لغرض السياحة، بينما وضعت بعض الدول الأخرى شرط تقديم فحص سلبي لكورونا PCR قبل السفر بيومين وشرط إلزام الحجر الصحي على نفقة المسافر لمدة عشرة أيام أو أكثر وهذا يعني ضياع نصف الإجازة في الحظر، ورغم كل الاحترازات المطبقة عالميًا تظل المملكة هي المكان الآمن للسلامة من وباء كورونا وذلك لأسباب عديدة منها ارتفاع أرقام أخذ التطعيم من قبل سكان المملكة والإجراءات المشددة في التعامل مع الاختلاط في المجتمع، إلا أن السؤال مازال قائمًا، أين الاتجاه لقضاء الإجازة؟، وأجزم أن دائرة الاختيارات قد اتسعت والخيارات أصبحت عديدة والقدرة على استيعاب السياح في المناطق السياحية في المملكة أصبحت كبيرة ومتنوعة وقد تحتاج إلى مزيد من التنظيم والإعلان، وكم كنت أتمنى أن يتم إنشاء شركة تختص بتنظيم رحلات السفر السياحي داخل المملكة (tour operator) مثل الشركات العالمية التي تسيطر على بوصلة السياحة العالمية، وقد يكون من الأجدى أن تبدأ شركة حكومية تابعة لوزارة السياحة مبدئيًا بتنظيم وتسيير الرحلات السياحية داخل المملكة، وتستطيع أن تتحكم في مستوى الأسعار للسفر والإسكان بأنواعه مع الالتزام بأعلى المعايير الصحية المطلوبة في هذه الفترة، لان استغلال الظرف أحيانًا يدفع بمقدمي الخدمات إلى رفع الأسعار إلى مستويات مرتفعة للسياحة الداخلية. إن تنوع الأجواء في المملكة من باردة فوق الجبال مثل أبها والباحة والطائف (الشفا والهدا)، إلى الشواطئ الغربية الجنوبية من فرسان وجازان إلى جدة ورابغ وينبع والوجه وأملج إلى نيوم، والعلا في شمال غرب المملكة، والشواطئ الشرقية من الخبر والدمام والقطيف والجبيل وغيرها، وتأتي السياحة الدينية في المقدمة مكةالمكرمة والمدينة المنورة مع توافر التجهيزات الفندقية وبأسعار تشجيعية، ومع تعدد المناطق السياحية إلا أن التكلفة تظل العامل الرئيس في تحديد وجهة سفر المواطنين لقضاء إجازاتهم.. لأنه وللأسف يستغل بعض مقدمي الخدمات في فترة المواسم الظروف ويجدونها فرصة لرفع الأسعار، وأجدها مناسبة لتوجيه الجامعات والمدارس بتقديم مبادرات ترفيهية للطلاب والطالبات ومنها المعسكرات الصيفية مع الالتزام بالاحترازات اللازمة، إن أمل مئات الآلاف في السفر مرهون بوضع انتشار الوباء في البلدان السياحية وإن أكبر مشكلة سيواجهونها هي مدة الحجر الصحي. ومما لا شك فيه أن السياحة الداخلية قد انتعشت بسبب حالة الإغلاق وصعوبة السفر للخارج وإعادة المواطن إلى أرضه ليكتشفها والتي أجزم أن الكثيرين ممن يقطنون على أرضنا لم يتسن لهم زيارة الكثير من الوجهات السياحية لعدم توفر المال أو الفرصة لخوض هذه التجربة.. وبحسب الاحصائيات ينفق السعوديون على السياحة حوالي 44 مليار ريال سنويًا، 69% منها كانت تنفق على السياحة في الخارج و31% تنفق على السياحة الداخلية. كاتب اقتصادي سعودي