الغلو والتطرف واستشعارًا منه بخطورة الغلو والتطرف، وأثره على التماسك الاجتماعي ووحدة الوطن ومكتسباته، بادر المركز في العام 2003 إلى عقد اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري في مكةالمكرمة تحت عنوان «الغلو والاعتدال.. رؤية منهجية شاملة»، وذلك للحيلولة دون تغلغله أو انتشاره بين كافة أفراد المجتمع، مع العمل على الانفتاح على الآخر، من خلال إتاحة جو من التواصل الجاد والمثمر. نحن والآخر وجاء اللقاء الوطني الخامس في عام 2005 في جميع مناطق المملكة تحت عنوان: «نحن والآخر.. رؤية وطنية للتعامل مع الثقافات العالمية» كأبرز البرامج والمشروعات الذي خلص فيها المشاركون إلى رؤية وطنية واضحة في صياغة علاقتنا مع الآخر، وتمت خلاله مناقشة القضايا التي تبنى عليها العلاقة مع الآخر في إطار الأصول والقواعد الشرعية المتعلقة بالمواثيق والوفاء بالعهود والمساواة بين البشر واحترام حقوق الإنسان. ولإدراكه لمدى أهمية التصنيفات الفكرية، ومدى خطورة آثارها السلبية على وحدة المجتمع في خلق الصراعات والتقسيمات، فقد نظم المركز في العام 2013 لقاء ثقافيا تناول موضوع التصنيفات الفكرية وأثرها على الخطاب الثقافي السعودي، شارك فيه نخبة من العلماء والمثقفين، والمثقفات السعوديين، استعرضوا خلاله موضوع التصنيفات الفكرية وأثرها على اللحمة الوطنية، وذلك في ظل ما تشهده الساحة الثقافية من حراك وتصنيفات وسجالات فكرية متنوعة ، وخلصوا إلى وضع رؤية وطنية تعمل على الحد من تداعيات مثل هذه السجالات والتصنيفات التي بدأت تظهر في وسائل الإعلام وبالأخص في وسائل الإعلام الجديد. التطرف والوحدة الوطنية وفي العام 2015، نظم المركز لقاءه الوطني العاشر تحت عنوان «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية» في عدد من مناطق المملكة، ناقش خلاله واقع التطرف والتشدد وأبرز مظاهره التي أدت إلى توفير مناخ حاضن لهذه المشكلة على المستويين الشرعي والفكري، والتركيز على الظروف التي أسهمت في برزوه على المشهد المحلي والإقليمي والدولي. وتطرق اللقاء إلى سبل مواجهة التطرف وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية في المجتمع وتنوير الشباب وتحذيرهم من الوقوع في براثن الجهات التي تدعو إلى العنف والتطرف. أسبوع التلاحم كما قدم المركز مجموعة من الفعاليات في مشروع « أسبوع التلاحم « منها ما خصص لمواجهة التطرف والتعصب»، الذي تتضمن فعالياته عددا من المحاضرات واللقاءات وورش العمل والبرامج التدريبية والمقاهي الحوارية والأمسيات الوطنية، والتي يهدف المركز أيضًا لتفعيل أدوار الشباب والإسهام في تمكينهم لبناء مبادرات تخدم الوطن، وبيان أهمية الاعتدال الفكري والتحذير من التطرف، وتقبّل الآخرين والتعايش معهم، تحقيقا للوحدة الوطنية وغرسها لدى أبناء الوطن. وطن متلاحم علاوة على ذلك، أطلق المركز مشروع «تبيان لوطن متلاحم»، الذي نفذه في عدد من المناطق لنشر ثقافة الحوار، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، ومواجهة الأفكار المنحرفة، ونبذ التطرف والتعصب والإرهاب، وبما يحقق المصلحة العامة، ويحافظ على الوحدة الوطنية إيمانًا من المركز بأن ثقافة الحوار هي التي ستجنّب مجتمعنا الصراعات الفكرية، وتعزّز من أواصر الترابط بين كل أفراده. التعصب الرياضي ونظرًا لما يشكله التعصب الرياضي من تحد حقيقي يواجه المجتمع في خضم التصاعد الذي يشهده والانتشار الكبير لدرجة وصوله في بعض الأحيان إلى أفراد الأسرة الواحدة، فقد أطلق المركز عددًا من المبادرات والبرامج والمشروعات لمواجهة هذا الموضوع، أبرزها مبادرة «فرقنا ما تفرقنا» التي نفذها بالتعاون مع رابطة دوري المحترفين، بهدف تعزيز ونشر ثقافة الحوار في الوسط الرياضي، ومواجهة تداعيات كافة أوجه التعصب الرياضي والحد منه في الملاعب الرياضية السعودية. كما وقّع المركز عددًا من الشراكات مع بعض الجهات التي لها علاقة بالنشاط الرياضي والتي يمكن أن تسهم مع المركز في الحد من تداعيات موضوع التعصب الرياضي ومن أبرز تلك الاتفاقات مذكرة التفاهم التي وقّعها مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لوضع مؤشرات وتطوير وبناء استراتيجيات لمواجهة التعصب، والحد من تأثيره على النسيج الاجتماعي. وتهدف تلك الاتفاقية إلى الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية في تصميم وبناء مؤشرات تساعد المركز في تطوير وبناء وإيجاد أفضل الاستراتيجيات في مجال تعزيز مبادئ الروح الرياضية والحد من مشكلة التعصب الرياضي، وتخفيف الاحتقان بين الجماهير ومعالجة السلوكيات الخاطئة. كذلك أقام المركز ورشة عمل بعنوان: «مؤشرات التعصب الرياضي»، شارك فيها نخبة من المعنيين بالشأن الرياضي في المملكة، وذلك لإطلاق مؤشر علمي لرصد وقياس ظاهرة التعصب الرياضي، سعيا لتخفيف الاحتقان بين جماهير الأندية الرياضية ومعالجة السلوكيات السلبية وانعكاسها على الأسرة والمجتمع. استطلاعات متخصصة من جهة أخرى، نفذ المركز الوطني للاستطلاعات الرأي العام «رأي» التابع للمركز عددا من الاستطلاعات المتخصصة لمواجهة التمييز العنصري بكل أشكاله، كما أصدر المركز عدة أفلام قصيرة تناولت ظاهرة التمييز العنصري والتفرقة الاجتماعية وما يتصل بذلك من تعصب، وسلطت الضوء على طرق معالجة ومواجهة هذه الظاهرة المقيتة لجعل المجتمع أكثر تلاحمًا وتسامحًا.