قالت الرئاسة التركية، إن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي سيزور تركيا، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك في أول زيارة رسمية للمنفي إلى تركيا وثالث مهمة خارجية رسمية، منذ توليه السلطة. وقال مكتب أردوغان في بيان، مساء الخميس، إن محمد المنفي ونائبه عبدالله اللافي "سيبحثان خلال زيارة العمل العلاقات التركية الليبية، والخطوات الممكنة لتوسيع نطاق التعاون، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية". ومن المتوقع أن يكون ملف المرتزقة المنتشرين في ليبيا، الذين أرسلتهم تركيا لدعم حكومة الوفاق المنتهية ولايتها في حرب طرابلس، على رأس المباحثات بين الرئيسين، إضافة إلى إعادة النظر في الاتفاقيات التجارية والعسكرية التي وقعتها أنقرة مع ليبيا في السنوات الأخيرة. وكانت الحكومة الليبية، قد دعت في وقت سابق، الخميس، وعلى لسان وزيرة خارجيتها نجلاء المنقوش إلى انسحاب "فوري" لكافة المرتزقة من البلاد، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظرائها الفرنسي والألماني والإيطالي في طرابلس. من جانبهم قال وزراء خارجية فرنسا جان ايف لودريان وإيطاليا لويجي دي ماي وألمانيا هايكو ماس، إن أوروبا تعمل على انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، معتبرين أن إغلاق هذا الملف هو شرط أساسي لإجراء الانتخابات في موعدها وتحقيق السلام والمصالحة في البلاد. وتحت هذا الضغط الدولي، بدأت تركيا في تنفيذ قرار سحب المرتزقة الأجانب من سوريا، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، "أن أوامر تركية صدرت للمرتزقة السوريين في ليبيا للعودة إلى سوريا"، ونقل عن عناصر في تلك المجموعات قولها إنه "تم الطلب منهم حتى الآن بالتجهيز للعودة". ويعد ملف المرتزقة أحد أهم المعضلات التي ألقت بضلالها على عمل السلطة الجديدة منذ توليها السلطة قبل أكثر من أسبوع، ويعتبر تنفيذه أمر معقدّ للغاية نظرا لتداخل عدّة أطراف داخلية وخارجية في هذا الملف، الذي وصفه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ب"الخنجر في ظهر ليبيا"، مؤكدا أنه سيعمل على إخراجهم ومغادرتهم، وهو أمر قال إنه "يتطلب الحكمة والاتفاق مع الدول التي أرسلتهم". وتأتي زيارة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إلى تركيا، ضمن ماراتون من الزيارات الخارجية، افتتحها قبل 3 أيام بزيارة فرنسا، أين التقى برئيسها إيمانويل ماكرون، قبل أن يتوجه أمس الخميس إلى القاهرة بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.