أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، خلال لقائهما اليوم الخميس في القاهرة، على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. وأفادت مصادر خاصة في القاهرة أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي بحث في القاهرة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مشيرة إلى أن القاهرة أكدت للمنفي حرصها على إنهاء الانقسامات بين الليبيين. كما أفادت المصادر الخاصة أن المنفي أكد في القاهرة أنه لن يسمح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية في ليبيا. من جهته، شدد الرئيس السيسي على موقف مصر ثابت من إنهاء التدخلات الأجنبية وخروج المرتزقة من ليبيا، مضيفاً: "نعول على قدرة المجلس الرئاسي والحكومة الليبية الجديدة في إدارة المرحلة الانتقالية". كما شدد السيسي على دعم مصر الكامل للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا. يأتي ذلك فيما أفادت مصادر بأن رئيس المجلس الرئاسي الليبي دعا السيسي لزيارة طرابلس وأن هناك ترتيبات للقيام بها. كما أفادت المصادر أن المنفي أكد في القاهرة أنه ستتم مراجعة الاتفاقيات التي وقعتها حكومة السراج.وأفاد بيان، صادر عن الرئاسة المصرية، الخميس، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى كلٍ من عبدالله اللافي نائب المجلس الرئاسي الليبي، وعماد الطرابلسي رئيس جهاز المخابرات العامة الليبي المكلف، وطارق الحويج القائم بأعمال السفارة الليبية بالقاهرة. وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بسام راضي بأن الرئيس رحب بالمنفي في أول زيارة له إلى بلده الثاني مصر عقب توليه منصب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مؤكداً دعم مصر الكامل والمطلق للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا الشقيقة في كافة المجالات وفي جميع المحافل الثنائية والإقليمية والدولية، والحرص على تعزيز التنسيق الوثيق معها خلال الفترة الحالية، ومعرباً عن تعويل مصر على قدرة المجلس الرئاسي والحكومة على تحمل المسئولية التاريخية لإدارة المرحلة الانتقالية الحالية وتحقيق المصالحة الشاملة بين الليبيين، وتوحيد المؤسسات الليبية وصولاً إلى عقد الانتخابات الوطنية في موعدها المحدد في ديسمبر من العام الجاري، وذلك كخطوة هامة وفارقة للانتقال بليبيا إلى واقع جديد ونظام سياسي مستدام يستند إلى إرادة الشعب الليبي باختيارهم الحر. كما أكد الرئيس استمرار الموقف المصري الهادف لتحقيق المصلحة العليا للدولة الليبية في المقام الأول، والذي ينبع من مبادئ الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، واستعادة الأمن والاستقرار، وتمتع ليبيا بجيش وطني موحد، وإنهاء التدخلات الأجنبية، وخروج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وأن مصر على أتم استعداد لتقديم خبراتها للحكومة الليبية في مختلف المجالات، لاستعادة المؤسسات الوطنية للدولة الليبية، خاصةً تلك الأمنية والشرطية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار. من جانبه؛ أعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن خالص التقدير والعرفان للمساندة المصرية الصادقة لشقيقتها الليبية منذ اندلاع الأزمة بها وحتى الآن، وهو الأمر المتوقع من القيادة الحكيمة للرئيس، مثمناً في هذا الإطار دور مصر الرائد، وجهودها الحثيثة والصادقة والمستمرة في دعم أشقائها في ليبيا في إطار العلاقات الممتدة والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً عن طريق المساهمة في توحيد الجيش الوطني الليبي، فضلاً عن الدور الحيوي لنقل التجربة المصرية التنموية إلى ليبيا والاستفادة من خبرة وإمكانات الشركات المصرية العريقة في هذا الصدد. كما أكد المنفي أن مصر كانت على الدوام العامل المرجح في تفعيل ودعم جهود تسوية الأزمة الليبية في مختلف المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وذلك في ضوء أنها أكثر الدول درايةً بالواقع الليبي، معرباً عن عميق تقديره للسيد الرئيس والشعب المصري للوقوف بجانب أشقائهم الليبيين في إدارة المرحلة الانتقالية، والتطلع لاستمرار تلك المساندة خلال الفترة القادمة لدعم تحملهم للمسئولية التاريخية الملقاة على عاتقهم. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض آفاق التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين خلال الفترة المقبلة، وذلك بهدف مساندة الجهود الليبية لقيادة المرحلة الانتقالية، خاصةً من خلال تأهيل الكوادر الليبية في مختلف المجالات، وكذا نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا، وتعزيز جهودها في استعادة الأمن والاستقرار في سائر أنحاء البلاد، حيث تم التوافق على تكثيف المشاورات والزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين من الجانبين خلال الفترة المقبلة. وكان المنفي ونائبه موسى الكوني قد زارا يوم الثلاثاء فرنسا والتقيا بالرئيس إيمانويل ماكرون في أول جولة خارجية للمجلس الرئاسي الجديد منذ توليه السلطة في البلاد، مؤقتا حتى موعد الانتخابات العامة في 24 ديسمبر المقبل. يشار إلى أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة كان حط في القاهرة في 18 فبراير الماضي في أول زيارة رسمية منذ تشكيل الحكومة الليبية الجديدة.