بينما تخوض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ أسابيع عملية مراجعة لسياستها في العراق لما له من أهمية خاصة، أفادت مصادر، بأن بغداد طلبت جولة حوار استراتيجي جديدة مع واشنطن بشأن الانسحاب الأمريكي. وأفاد مصدر مطلع، الثلاثاء، بأن العراق طلب من الولاياتالمتحدة الأميركية إجراء الحوار بالتزامن مع موجة انسحاب جديدة للقوات الأمريكية من أراضيه قريباً. الجدير ذكره أنه ومع تزايد التهديدات الإيرانية على القوات الأميركية هناك، أبدى البنتاغون مراراً، ومعه البيت الأبيض، حرصاً على التزام الرئيس الأميركي بحماية الجنود الأميركيين ونيته الرد على الهجمات، كما أرسلت واشنطن إشارات إلى الجانب الإيراني بأنه سيتحمل تبعات أي انتهاكات جديدة. وتأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه العراق من تخبّط في الولاءات السياسية والأمنية، أخطرها موالاة أكثر من 70 ألف عنصر من ميليشيات الحشد الشعبي لإيران، وهذا عدد ضخم للمسلحين الذين ينتشرون على الأرض. فيما تبدو هذه الميليشيات محمية بجذور قوية في البلاد، أولاً لضخامة عددها، ثانياً لتجذّرها في المجتمعات الطائفية، وتلك الجماعات تسيطر على معابر حدودية موازية للدولة العراقية وتهرّب من خلالها الأموال والبضائع والأسلحة والمخدرات وتساعد إيران على خرق نظام العقوبات المفروض عليها. إلى ذلك، وبحسب مصادر في واشنطن، فإن الأمريكيين يراهنون مستقبلاً على قوات الجيش والأمن العراقية بقيادة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي. وتعتبر الولاياتالمتحدة أن لدى الكاظمي "سيطرة وقيادة" على هذه القوات، وأن القوات العراقية ستتمكّن من متابعة مهامها حتى ولو انسحب الأمريكيون من العراق، في إشارة منها إلى ما قامت به القوات العراقية حين تمكنت منفردة من إنجاح عمليات مكافحة إرهاب ومسح لمناطق مختلفة أثناء تعليق عمل قوات التحالف، عندما تفشى فيروس كورونا، لكن هذه القوات العراقية لم تصل إلى الاستقلالية الكاملة وما زالت تحتاج إلى المزيد من التدريب والتجهيز. كما أن وجود قوات التحالف الدولي والولاياتالمتحدة حيوي في إعادة الاستقرار إلى العراق، وكذلك الوجود الأمريكي والدولي، وإن كان قليلاً، "يؤمن نوعاً من التوازن السياسي ويطمئن القوات الأمنية والعراقيين، خصوصا في المناطق الغربية والشمالية من العراق، ويمنع من تكرار سيناريوهات عودة تنظيم داعش أو السقوط في يد الميليشيات الموالية لإيران، وذلك وفقاً لمصادر أمريكية. يشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق كان قرر أواخر العام 2019 سحب قواته من العراق، وبدأت بعد الفرق بالخروج قبل سنة تقريباً.