بالتزامن مع الذكرى التسعين لليوم الوطني المجيد صدر العدد الأخير لمجلة الحوار الوطني وكانت قضية العدد عن تمكين المرأة والذي يعد ركيزة أساسية من ركائز التنمية وبناء المجتمع اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا. وأكد التقرير على أن مستهدفات رؤية المملكة 2030 وما تضمنته من برامج ومبادرات تنفيذية جعلت من المرأة عنصرًا رئيسًا ومهدت الطريق أمامها فكانت مسهمة في مختلف أوجه الحراك التنموي وحولت ما تتطلع إليه لمنجز على أرض الواقع. وللتاريخ أكتب على مدار أكثر من عشر سنوات عملت شخصيًا مع المركز كمشرفة لمحافظة ينبع وعضو ثم رئيسة للجان الرصد العلمي في اللقاءات الفكرية التي رافقت فيها منسوبي ومنسوبات المركز في كل بقعة من بقاع الوطن الغالي، كان ومازال للمرأة حضورها ودورها الفاعل في تعزيز ثقافة الحوار والتأكيد على أهمية وجودها ويؤخذ برأيها ويعتد به ويحترم قولها ويقدر فعلها ويشاد به للتأكيد على أن النساء شقائق للرجال ومعًا نحقق طموحات وتطلعات قيادتنا الحكيمة ونمضي قدمًا نحو المستقبل الذي ينتظرنا بكثير من المنجزات يشارك فيها الرجل والمرأة على حد سواء. رحلة تمكين المرأة بدأت منذ عام 1941 عندما منحت حقها في التعليم حتى وصل عام 2005 فكان مشروع الوطن والابتعاث الذي استثمر في عقول أبنائه وبناته على حد سواء وصولا لافتتاح جامعة باسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في عام 2008 والتي تعد أول مدينة حكومية متكاملة وعينت الأستاذة نورة الفايز بمرتبة نائب وزير التعليم.. وتوالت القرارات الحكيمة لتمكين المرأة التي تخدم المرأة في القضاء والحقوق الشخصية والاجتماعية وراقب المجتمع بشغف واهتمام كبير لكل هذه التغييرات المتسارعة وحققت المملكة مؤشرات عالية جدًا في تمكين المرأة على المستوى العربي والإقليمي والعالمي. ويعد عام 2017 عام تمكين المرأة بامتياز حيث أقرت القيادة الحكيمة بحق المرأة في قيادة المركبة وتبعها إقرار قانون التحرش، وقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم والسماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية ومنح تراخيص قيادة الطائرات.. واستطاعت المرأة السعودية اثبات جدارتها وانها أهل للثقة وتحمل المسؤولية فوصلت لمناصب في بعض السفارات والقنصليات وبعثات المملكة وتعيين أول وزيرة سمو الأميرة ريما بنت بندر سفيرة الوطن في أمريكا. كما حصلت المرأة على دعم الدولة في ممارسة مهنة القضاء وإتاحة الخدمات لها دون شروط موافقة ولي الأمر وبإمكان المرأة الحاضنة اصدار جواز سفر للطفل المحضون والسفر به وتنظيم صندوق النفقة للمطلقات. برنامج التحول الوطني اسهم في رفع نسبة السعوديات المشاركات في مجتمع العمل وزاد عدد المناصب القيادية المتوسطة والعليا الى 28%. فضل الله على المرأة السعودية أنها تحيا على أرض مباركة وتستظل بقيادة حكيمة تنهض بدور المرأة وتدعم حقوقها في التمكين الاقتصادي والاجتماعي وكل يوم لنا موعد مع الإنجازات التي تسطر في سجلات التاريخ الوطني، حتى أضحت المرأة السعودية اليوم انموذجًا يحتذى به في الإصرار والطموح والتميز في الأداء والعطاء. وستظل منصات الحوار الوطني منبرًا تتحدث من خلاله المرأة بكل فخر عن منجزاتها وثقة ولاة الأمر فيها وعن رحلة تمكينها ونجاحها وقد كان اللقاء الثالث الذي عقد عام 2004 في رحاب المدينة النبوية تحت عنوان (المرأة: حقوقها وواجباتها) بحضور 35 مشاركًا و36 مشاركة من العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الفكر والرأي في المملكة وقد تناول أربعة محاور: المرأة والحقوق والواجبات الشرعية وواقع الأنظمة، واقتراح آليات تمكين المرأة من حقوقها الشرعية والمدنية وواجباتها، والمحور الثاني سلط الضوء على المفاهيم المتعلقة بالمرأة بين العادات والتقاليد وتعليم الدين الحنيف.. وكذلك تم تناول محور المرأة والمجتمع والمشكلات الاجتماعية المقدمة لها والمشاركة الاجتماعية للمرأة وتناول أيضًا العنف الأسري وكذلك العمل والقواعد والأنظمة لعمل المرأة عرضًا وتقويمًا والمحور الأخير تناول المرأة والتعليم.. والمتابع لتوصيات هذا اللقاء يجد أن كل الأفكار والمقترحات رفعت للجهات المختصة وحظيت بالاهتمام والرعاية من صناع القرار وحصلت المرأة على ما تريد من التمكين وتفعيل دورها الإيجابي في دفع عجلة التنمية. من محافظة ينبع وباسم نساء وفتيات الوطن نرفع أسمى وأطيب التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد الأمين بمناسبة الذكرى التسعين لليوم الوطني المجيد. ستظل المرأة السعودية تعمل مع اخيها الرجل من أجل رفعة الوطن ومواجهة كل التحديات وبكل إصرار وطموح وثقة كاملة في القيادة الحكيمة وتتحدث بكل فخر واعتزاز عن منجزات حقيقية مدعومة بالأرقام والمؤشرات التي تحكي قصة الإنجاز السعودي المتميز.