تؤكد الأرقام بأن الخمس سنوات الأخيرة شهدت طفرة في عدد المقاهي والتي أصبحت ملتقى يجتمع فيه الكثير من الأفراد لشرب القهوة أو غيرها من المشروبات الساخنة أو الباردة حتى أصبح العالم يستهلك يومياً أكثر من ملياري فنجان قهوة، وقد ساهم هذا الرواج العالمي والمحلي في تحفيز بعض الشباب والشابات للاستثمار في هذا المجال والبدء في مشاريعهم الخاصة والحرص على الابتكار والتميز خصوصاً مع وجود الدعم والتشجيع الحكومي لدفع رواد الأعمال لبدء مشاريعهم، كما أن الإحصاءات تشير إلى أن حجم استهلاك القهوة سنوياً في المملكة ارتفع من 77 ألف طن ليصل إلى 100 ألف طن وبقيمة تصل إلى 6 مليارات ريال. اليوم نجد بأن السوق السعودي هو الأكبر والأكثر استهلاكاً للقهوة في الشرق الأوسط مما ساهم في استقطاب كبرى الشركات العالمية المصدرة للقهوة والبن وكذلك العلامات التجارية العالمية المقدمة للقهوة لتحرص على التواجد في هذا السوق والذي يعد من أسرع الأسواق نمواً خلال السنوات الماضية وذلك للعديد من الأسباب في مقدمتها أن مفهوم مكان القهوة اختلف في المملكة فأصبحت بعض أماكن القهوة بالنسبة للبعض المكان الثالث بعد المنزل والعمل كما أصبحت المكان المفضل لالتقاء بعض الأصدقاء وبعض العوائل بل إن البعض يعمد إلى أن يزاول عمله واجتماعاته في بعض المقاهي خصوصاً في ظل ثقافة (العمل عن بعد). الشغف بالقهوة أصبح ملموساً، ففي الوقت الذي كنا في الماضي لا نعرف فيه سوى القهوة العربي وأحياناً القهوة الأمريكية أو التركية فإن الوضع اختلف اليوم مع بعض أفراد الجيل الجديد الذي أصبحت القهوة بالنسبة له شيئاً مميزاً وأصبح إعدادها يعتمد على نوع حبوب البن التي زرعت ومتى تم قطفها وطريقة تحميصها وإعدادها وفترة بقائها على النار وطبيعة مذاقها بل أحياناً طريقة تقديمها وحتى المكان الذي يتم تقديمها فيه، وكل تلك العوامل جعلت لكوب القهوة مذاقاً خاصاً بالرغم من ارتفاع سعر بعضها مقارنة بتكلفتها الأساسية. بعض الشباب والشابات من رواد ورائدات الأعمال قد يغترون بهذه الطفرة في المقاهي خصوصاً إن رأوا بعض النماذج الناجحة ويعتقدون بأن الأمر سهل ولا يحتاج إلى جهد، فالعملية لا تتعدى إعداد كوب قهوة من خلال المكائن المتوفرة، وكما نجح غيرهم فسينجحون، فيقومون بتقليد بعض مشاريع القهاوي والاستثمار في نفس النشاط ووضع المدخرات الموجودة لديهم كرأسمال للمشروع دون دراسة جدوى أو تفكير أو تريث أو إعداد خطة واضحة للمشروع أو استشارة مختصين مما قد يؤدي إلى خسارة رأس المال وفشلهم. على رواد ورائدات الأعمال أن يحذروا من التقليد وأن يضعوا دراسة جدوى واضحة لمشاريعهم بناء على ما هو موجود على أرض الواقع وما هو موجود في السوق وليس على مايرونه في مشاريع غيرهم.