كشفت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي، ميادة بدر، بأن الهيئة ستطلق حملة إعلامية دولية لترويج تراث الطهي السعودي على مستوى العالم، بالإضافة إلى المشاركة في أهم فعاليات الطهي العالمية، كما ستنظم أسبوعًا للطعام السعودي بالشراكة مع السفارات بالخارج، من أجل أن يسهم قطاع الثقافة في النمو الاقتصادي، وستعمل على تشجيع تأسيس الشركات والمؤسسات المعنية بقطاع الطهي، كذلك إقامة شراكات بين قطاع الثقافة والقطاع الخاص في مجال المسؤولية الاجتماعية ما يسهم في فتح آفاق واسعة تخدم أهداف وزارة الثقافة، ولتعزّز من دور هذا القطاع في دعم الثقافة وتوفر قنوات تواصل مع المجتمع عبر تعزيز الهوية السعودية من ثقافة مطبخها وزيادة الجرعات الثقافية محليًا وعالميًا، بالإضافة إلى سعي الهيئة بالشراكة مع القطاع الخاص إلى دراسة للحد من هدر الطعام. وتعزيزًا لهذه المهارات أطلقت وزارة الثقافة مؤخرًا أول برنامج للابتعاث الثقافي في تاريخ المملكة بهدف تأهيل جيل في مجالات الثقافة المختلفة من فنون بصرية ومتاحف وتصميم وموسيقى ومسرح وصناعة أفلام وفنون طهي، مما سيحدث نقلة نوعية في الساحة الثقافية بعد صقلهم أكاديميًا وفي أعرق الجامعات العالمية، وينعكس على ما يقدم للمجتمع من منتجات ثقافية تؤثر على نمط الحياة في المملكة عبر القوى الناعمة المتمثلة في الفنون. قاعدة بيانات للمحترفين وأكدت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي ميادة بدر أن الهيئة لديها قاعدة بيانات تضم أكثر من 100 محترف في فنون الطهي وتعمل على تطوير هذه القاعدة من خلال العمل مع المهنيين في هذا المجال، ومؤخرًا قامت بعمل لقاءات بالعديد منهم من مناطق المملكة لبحث الاحتياجات والتحديات التي تواجههم، وسيكون هناك المزيد من هذه اللقاءات لتبادل الخبرات. وقالت ميادة: «إن الهيئة أعلنت في حفل إطلاق رؤيتها مارس 2019 عن مبادرة «مهرجان الطهي الوطني» وهي احتفالية ستقام سنويًا للتعريف بالمطبخ السعودي وأطباقه المتنوعة، وسيكون ضمن فعاليات متنوعة تخدم القطاع بمختلف الجوانب، كما أطلقت في 16 أبريل 2020م، مبادرة «إرث مطبخنا» لتوثيق وصفات الطهي السعودي عبر منتجات رقمية أو مطبوعة، تسهم في تكوين قاعدة بيانات لوصفات طهي سعودية، إلى جانب تعزيز روح التفاعل لدى المهتمين بطهي الوصفات التقليدية السعودية. إبراز الطهاة السعوديين بما أن المملكة تمتلك تنوّعًا ثقافيًا وحضاريًا وتنمويًا، فقد حقق المطبخ السعودي حضورًا مميزًا في المعارض العالمية، ولا سيما أنه من أكثر المطابخ تنوّعًا في الشرق الأوسط نظرًا لاتساع الرقعة الجغرافية للمملكة وحسب ثراء وتنوع المنتجات البحرية والزراعية واختلاف العادات والتقاليد، إلى جانب توافد المعتمرين والحجاج طوال العام وانتعاش قطاع السياحة وكونها ملتقى للحضارات الإنسانية عبر التاريخ. ولأهمية هذا الجانب جاء استحداث «هيئة فنون الطهي» لتدفع بمستقبل الطهاة عالميًا، فهي ضمن 11 هيئة جديدة تتولى مسؤولية إدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصّصاته واتجاهاته، ومسؤوليتها لتطوير القطاع ودعم وتشجيع الممارسين فيه وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري وترتبط تنظيميًا بوزير الثقافة لضمان أعلى مستويات الجودة والفعالية. وتعمل «هيئة فنون الطهي» على إبراز الطهاة الماهرين من مختلف مناطق المملكة الذين حققوا جوائز عالمية ونجاحات متميزة لتدوين إرث المطبخ السعودي ووصفات أطباقه ونشرها محليًا ودوليًا، وأيضًا يعيد إلى الأذهان أمهات الكتب في هذا المجال، إلى جانب تشجيع عمل الأبحاث والدراسات والتطوير في مجال فنون الطهي. أسماء لامعة طموحة لمعت كثير من أسماء الطهاة السعوديين والسعوديات من خلال عملهم في الفنادق والمطاعم المشهورة وظهورهم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، منهم مؤسّس مبادرة «نادي الطهاة السعودي» شيف حلواني وخباز منوّر بن حسين بنون الذي يعد من الكفاءات السعودية المتميزة في فنون الطهي وله تجربة كبيرة ممتدة لأكثر من 20 عامًا، والذي قام عام 2009م بتأسيس «نادي الطهاة السعودي» ويضم أكثر من 50 من الطهاة السعوديين والسعوديات المميزين ليكون مظلة تجمع الطهاة ليتبادلوا أفكارهم وتجاربهم. وعن توثيق حقوق الملكية الفكرية أبان بنون أن ابتكار الأطباق وتوثيقها بالتصوير أو طباعة كتاب أو تسجيل الفيديو ونشرها كفيلة بأن تثبت وتحفظ حق الطاهي. من جانبه أوضح الشيف محمد هزازي أنه بدأ مجال الطهي عام 1423ه، معتبرًا أن مرافقته للمنتخب السعودي في كثير من بطولات كرة القدم المحلية والدولية ساعدت في زيادة خبرته وكسب مهارات جديدة في فنون الطهي. واستعرضت الطاهية مريم عتيق (الحاصلة على دبلوم سياحة وفندقة من الأكاديمية السعودية للسياحة والفندقة بجدة ولديها خبرة في مجال الطهي أكثر من 9 سنوات)، مشاركاتها بأنها أول سعودية وعربية حاصلة على ميدالية ذهبية وميدالية برونزية في مسابقة معرض «حلال اكسبو» بإسطنبول 2019م، وعلى ميدالية فضية في مسابقة معرض «فودكس» جدة 2019م، مؤكدة أن المرأة هي الأساس الحقيقي لإعداد الأطعمة خاصة الشعبية التي تشتهر بها المملكة ويعود ذلك إلى مدى كفاءتها. من جانبها أوضحت الشيف سارة فهد الجهني (أصغر شيف سعودية) أنها مهتمة بالطبخ والإبداع بشكل عام وصناعة الأطباق، مبيّنة أن هواية الطبخ بدأت منذ صغرها بمشاركتها لوالدتها وتطوّرت بجمع كتب الطبخ ومتابعة البرامج لمختلف الدول حتى تشكّلت لديها فكرة أن مجال الطهي هو الأساس الذي سيحدد ملامح حياتها المستقبلية. واستعرضت الشيف طرفة الفوزان (حاصلة على شهادة تدريب دولية في مجال الطبخ وإدارة الفنادق والمطاعم عام 1434ه)، بداياتها في مجال الطبخ المحترف لأكثر من 20 سنة ولديها مشاركات بمسابقات محلية وحصلت على ميداليات ذهبية مثل مسابقة «هوريكا السعودية» ومسابقة «الطبق المبتكر»، وذكرت أنها أطلقت عدة مبادرات في الطهي منها مبادرة «سواعد سعودية» بهدف تدريب محترفات بالطهي لوصول الطبق السعودي للعالمية، كذلك مبادرة «فن إدارة بقايا الطعام قبل الطهي» للاستفادة من بقايا قشور الفواكه والخضروات وبذورها في صنع منتجات.