سنة 2020 مختلفة عن بقية السنوات، كانت مرحلة انتقالية تعلمنا فيها أشياء كثيرة على يد معلمٍ مختلف عن بقية المعلمين، فهو قاسٍ لا يرحم.. من حفظ الدرس وطبقه فقد نجا ومن أخفق فإن عقوبته قد تصل إلى الموت. لقد فرض علينا المعلم كورونا قوانين صارمة لم نكن نعمل بها من قبل وأُجبرنا على فعلها خوفاً من العقاب.. لقد كان لنا مثل السجان، احتجزنا في بيوتنا ومنعنا من زيارة أقاربنا وأصدقائنا بل حتى أقرب الناس إلينا كوالدينا، إخوتنا، أبنائنا.. لم يحرمنا منهم فقط بل حذرنا من الاقتراب منهم فكان ممنوعاً علينا تقبيلهم ومعانقتهم، بل حتى مصافحتهم. تلك القوانين بالرغم من تعسفها إلا أنها جعلتنا نشعر بأهمية العائلة وصلة الرحم وأنه بالرغم من ابتعادنا عن أهلنا إلا أننا نفعل ذلك خوفاً عليهم وحباً بهم لحمايتهم.. بالفعل ندمنا كثيراً على تقصيرنا، فكم من قاطع رحم يتمنى الآن الوصل؟ وكم من مناسبات اجتماعية اعتذرنا من غير سبب؟ وكم من خلافات عائلية افتعلنا لأمور لا تستحق الذكر؟ من قبل كنا نعتقد بأن برامج التواصل الاجتماعي كافية للسؤال عن أهلنا، لكن عندما حرمنا كورونا منهم، تأكدنا بأنها غير كافية فلا متعة للعيد من غير زيارة الأقارب ولا يمكن أن تكتمل الفرحة من غير التجمعات العائلية، لقد اشتقنا لأهلنا! فمتى يرحل كورونا؟ حتى نعود مثل السابق بل أفضل ونستبدل قانون "التباعد الاجتماعي" الذي فرضه علينا ب"التقارب الاجتماعي". على الرغم من أن دروس المعلم كورونا رسخت في الذاكرة إلا أن درس "حب العائلة" هو الوحيد الذي ترك فينا أثراً لا يمكن محوه.