أما وقد اقترب الموسم الرياضي للاستكمال بعد موجة فيروس كورونا لينتهي وتدخل الأندية في مرحلة جديدة من الاستعداد لموسم مقبل نصيحتي لكل لاعب لديه وكيل أعمال أن يجلس معه جلسة مراجعة ومحاسبة ومكاشفة ومن الظلم عليه أن يسكت على وكيله الذي يتسلم منه عمولة قد تتجاوز النسبة المسموح بها بحجة أنه ساهم في رفع مبلغ التعاقد وخلافه. وفي نظري أن الكثير من الوكلاء فشل في تقديم هذا المفهوم بكل ما تحمله كلمة وكيل لاعبين بل استفادوا من هؤلاء اللاعبين أكثر مما أفادوهم ومنهم من قضى على موكله بإقناعه بالتوقيع مع فرق ليست في حاجة لهم ولكن مجرد تكديس النجوم ووقع اللاعب مع النادي لمجرد أنه حصل على مبلغ أكبر سيستفيد منه وكيله بغض النظر أن كان اللاعب سيشارك أساسيًا أو لا. وما أن ظهرت مشكلة النمر الاتحادي فهد المولد على السطح وجعلته يتخذ قرارًا خاطئًا مجازفًا بسمعته الرياضية والمهنية والتجني على ناديه بتركه المعسكر دون رادع ومغادرته من أجل المطالبة بحقوقه المتأخرة في موقف وصفه البعض بالمتمرد والبعض بالمتهور والبعض بالخيانة لناديه في ظروف قاسية يعيشها فريقه للهروب من شبح الهبوط، وكان الأولى أن يتولى وكيل أعماله كل تلك المهام ويبقى اللاعب بعيدًا عن المشكلات والتركيز على تمارين فريقه واستعداداته لقيادة فريقه للبعد عن شبح الهبوط. ومن هنا أقول إنه على كل لاعب أن يجلس مع نفسه جلسة مصارحة ويضع نقاطًا تحدد مستقبله الكروي هل الأهم بالنسبة له: المشاركة كأساسي في أي نادٍ ينتقل إليه، أو قيمة مبلغ الانتقال؟ إن توفرت الفرصتان فخير وإلا عليه أن يختار الأهم بالنسبة له. ثم يحدد نقاطًا يجب أن يضعها على وكيل أعماله وما هي الأدوار التي ينتظرها من وكيله الذي سيجني من ورائه الكثير ومنها: الاهتمام بمعرفة البيئة الداخلية لأي نادٍ يرغب في خدمات اللاعب قبل التوقيع. التطوير الفني سنويًا، كإلحاق اللاعب في أكاديميات خارجية تساهم في رفع كفاءة اللاعب الفنية وتغطية جوانب القصور الفني لديه بناء على توجيه من مدرب الفريق. التنسيق مع مراكز للعلاج الطبيعي التي يمكن أن يزورها اللاعب خلال مرحلة الاستشفاء أو التجهيز. الاهتمام ببرامج اللاعب الغذائية والفنية والترفيهية وكيفية قضائها. الفحص الطبي الدوري على اللاعب للحفاظ عليه وتجنيبه الأمراض الصحية. التنسيق مع أخصائي نفسي للكشف على اللاعب ووضع برامج نفسية تساهم في رفع فعاليته ونفسيته بشكل منتظم وإبعاده عن الشحن والضغوط النفسية التي يتعرض لها اللاعب. كل ما أوردته يعد واجبات على وكيل الأعمال من حق اللاعب فرضها في العقد الذي يربطه مع وكيله ومن الظلم أن يتخلى اللاعب عن حقوقه التي يدفع مقابلها عوائد مالية لوكيله. إن ما نشاهده اليوم من بعض الوكلاء في تعاملهم مع اللاعبين ينتهي دور الوكيل مع توقيع اللاعب للنادي ومن ثم استلام الوكيل حقه ولا يقدم للاعب النصيحة أو المشورة وقد يكون اختيار النادي خطأ وغير مريح لنفسية اللاعب ولكن النادي عرض مبلغًا كبيرًا تجاوز العروض المتاحة في السوق ثم يقترح الوكيل على اللاعب التوقيع مع النادي صاحب المبلغ الأكبر بغض النظر عما إذا كان اللاعب سيجد له خانة في هذا الفريق أو في دكة الاحتياط أو يمكن للاعب التأقلم مع البيئة الداخلية للنادي. ويجب على اللاعب نفسه أن يحسن اختيار الوكيل الذي يجيد مهامه كوكيل كما يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم تقديم الدورات التدريبية لتثقيف اللاعبين الوطنيين الذين هم عماد المنتخبات وتوعيتهم خصوصًا البارزين منهم بكيفية اختيار وكيل أعماله. العرف يقول: من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل، فهل يجني الوكلاء مبالغ عظيمة وكبيرة مقابل لا شيء !!.