قبل أن تستهل القراءة ضع كمامة على قلبك كي لا يُغَشّيه الحزن، فرائحة الألم قد تخنق أدمعك لأنك ستجد قلبًا مليئًا بالثقوب والنزاعات رغم ذلك ما زال يبتسم للحياة، قلب شهد انكساراته لوحده فرمم أوردته وأعاد ترتيب شريان حياته، لملم أوراق حياته الممزقة والمبعثرة، يراقب عقارب الساعة، تتخللها أشعة الأمل، ينام ويصحو منتظرًا وابل السعادة، راجيًا أن يحمله القدر إلى مسرات بعيدة حتى يستعيد لمعانه؛ ما معنى أن يمر الإنسان في حالة هلع من كل شيء حتى من رنين المنبه الذي وضعه لوقت ما تذكيرًا له؟ وماذا يعني أن تمر بعض الأوقات يكون فيها قرار القبول صعبًا ولزامًا في كل ما يحدث على أزقة حياته إذا تغير مسارها وبدأت بالانعكاسات غير المتوقعة؟ وكيف لهذا الشخص أن يصرخ للعالم بأن يتوقف ويكف عن السعي، يتمنى أن تضمر ملامح كل المناكب بألوانها لبعض الوقت حتى يستطيع المواكبة ولا يقف مع العاجزين ويتآكل من الداخل حسرة وحيرة على ما فقد من ساعات عمره؟ وكل الأشياء من حوله يعمها الهدوء إلا قلبه يخفق ضجيج استفهامات كثيرة.. أين الطريق الذي يعيده إلى نقطة البداية؟ وكيف له أن يبتعد عن البيئة التي جعلته مريضًا بكل هذه الفوضى؟ وبعد كل هذا من سيصدق أنك لاتزال مليئًا بكل هذا الأمل واقفًا على قدميك؟ ألم أخبرك أن تضع كمامًا على قلبك؟ ** مناجاة: اللهم جبرًا يليق بك وحدك، امسح على أرواحنا من مس الضيق وشتات الأمر وحسرة القلب وسوء الحظ وأذى الوحدة وشر الدنيا وأرحمنا برحمتك الواسعة.