«ياعبدالله» نداء لميت، تردد على لسان «أب» تمنى أن لقي منه إجابة «لبيك ياوالدي»، وخرج من قلب «علّ» بصدمة الفراق، وبصوت «هزّ» به قلوب الموجودين وأدمع أعين الناظرين، ووصل به إلى أبعد مدى. في الوقت الذي تنتظر أسرة «عبدالله» قدوم ابنها الذي ذهب ل «التعلم» صباحاً، إذا به يلفظ أنفاسه الأخيرة غرقاً في حفرة «مهملة» للصرف الصحي «مساء»، ليعود إليهم «معلماً»، ليدرس أولياء الأمور كيف يحذرون أبناءهم وبناتهم من وجود «متسيبين ومهملين» ويخبر كبار المسؤولين عن وجودهم. صرخة والد «عبدالله الزهراني» تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي أول من أمس، عبر مقطع لم يتجاوز ال 20 ثانية من الزمن، إلا أنه سيتجاوز بشجيه وحرارة حرقته سنوات عدة، حمل معه وجعه وألمه وحسرته وكأنه يقول: «أَودى بَنِيَّ فَأَعقَبوني حسرة...بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تقلعُ»، في مشهد امتناع عن ترك ابنه بعد أن أصبح «جثة هامدة»، وصمود من حوله في محاولتهم منعه من ذلك وتصبيره. رحل «عبدالله»، وصدى صوت نداء والده له ما زال يرن في مسامع الكثيرين، لتلتصق تفاصيل الحادثة في أذهان العامة، ولكن.. هل ستصل إلى المتسببين؟! وهل ستحرك ساكن «المسؤولين» لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الحد من ذلك!