الدنيا باتساعها وقوتها وما فيها من مخلوقات وبحار وجبال وبكل ما خلقها وأنعم به خالقها عليها هي (ساعات) نعم الدنيا ساعات تأخذ منا أغلى الحبايب واقربهم لنا.إنها مشيئة الخالق فراق الأحبة أودهم وأعزهم من كانوا يملأون حياتنا بالحنان والدعم ويؤازروننا في الشدة ليالينا معهم كانت بهجة ومسرات وايامنا بهم أجمل وأحلى الايام. حل زمان رحيلهم فغدونا بحسرة وشوق نتمنى لقاءهم ولو لساعة ولكن هم تواروا مع الأمس والأمس مضى ولن يعود. الزمن مستمر وقدرهم الأفول واللجوء للخلود في عالم البقاء. ليس لنا إرادة أو رأي انها إرادة الحي الدائم خالقنا من عدم وهبنا الحياة وألهمنا الصبر وجعل الممات لتعود النفوس لبارئها راضية كل الرضا فالدنيا زائلة وفانية والآخرة هي الدائمة والباقية. لا حيلة لنا أو قوة إلا التمسك بالصبر واحتساب الأجر عند الله ينتظر كل منا ساعة لقيا مولاه. إن أيامنا وأعمارنا ساعات وتنتهي بدايتها أخذ أغلى الأحبة الساكن في القلوب وقوتها ومواسيها في أتراحها وشافيها بأمر ربها بتطبيب جراحها وتخفيف آلامها ولكن الموت حقيقة والحقيقة لا تحتاج لوضوح أو إشراق أو إذن لتنجلي. الكل يعيها ويعرفها وعليه الخضوع لها سنجد فيها الحزن والكآبة والحيرة. سنبكي ونتنهد وسنشهد شدة العواصف في أنفاسنا وخلجاتنا. سنضطرب وسنشعر بالضيق الشديد في زفيرنا وشهيقنا وبآلام داخل صدورنا سنسأل الله عز وجل الثبات على الحق والقناعة والسكينة لانه سبحانه أراد وقدر وفعل. رحيل الأحبة صعب علينا وفراقهم أشد صعوبة والوقت لا يزال باكراً جداَ لتجف أدمعنا وتعيه أذهاننا فليس بمقدورنا أن نطوله أو نحدده. فالموت هادم اللذات ومفرق الجماعات وما أتته المنية سيذكره جميع من أحبوه وكانوا معه وشاركوه حياته برحمة الله عليه. فكل ما كان يملكه من قصور وأموال ونفوذ تركه ليؤول لغيره. رباه هذا عبدك خلقته ضعيفا وحيدا هاهو يعود إليك معدما يرجو رحمتك. فدنياه التي كان فيها ما عادت تهمه وثرواته التي سعى وجد وحصل عليها ما عادت له لأنك ياالله كل ما يأمله ويرجوه. اللهم ياالله أرحمه وأرحمنا معه يا أرحم الراحمين.