اعتقلت ميليشيات قوات الوفاق عشرات العمال المصريين في مدينة ترهونة، وقامت بتعنيفهم وتعذيبهم، بتهمة دعم الجيش الليبي والعمل في صفوفه. وفي تصريحات لاحقة، قال وزير داخلية الوفاق ل "بلومبيرغ" إن "مصر يمكن أن تلعب دوراً في حل أزمة ليبيا"، وإن حكومته "مهتمة بالعلاقة مع مصر". وتعهد الوزير بالتحقيق في صحة فيديو يسيء للعمالة المصرية. ومن جانبها، أعلنت مصر أنها تجري اتصالات لتأمين الإفراج الفوري عن العمالة المصرية. وقد أظهر مقطع فيديو عتقال العشرات من العمال المصريين وإهانتهم في ترهونة، على يد الميليشيات الموالية لحكومة طرابلس بعد دخولها إلى المدينة الليبية. وحسب المقطع، يتم إجبار العمال على الوقوف تحت أشعة الشمس على قدم واحدة وهم حفاة، مع رفع أيديهم إلى الأعلى وإرغامهم على ترديد شتائم وألفاظ نابية والإشادة بالميليشيات المتطرفة. الفيديو الذي يعد فضيحة جديدة للميليشيات الموالية لحكومة طرابلس، أثار غضبا عارما على وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما في مصر، وإدانات كبيرة من النواب والنشطاء والحقوقيين. وطالب النائب في البرلمان المصري مصطفي بكري الحكومة ب"طرد سفير حكومة طرابلس من مصر احتجاجا على القبض على أكثر من 200 من العاملين المصريين في ترهونه وبعض المناطق الأخري في مناطق الغرب الليبي". واعتبر بكري أن "اختطاف الميليشيات الإرهابيه لعدد من العاملين المصريين وتعذيبهم وإهانتهم بهذه الطريقه جريمة حرب وانتهاك لحقوق الإنسان". ومنذ دخلت القوات الموالية لحكومة فائز السراج مدينة ترهونة، تكشفت جرائمهم وانتهاكاتهم الموثقة بمقاطع الفيديو، من أعمال سلب ونهب للمحال وإضرام النيران في المنازل. وامتدت الانتهاكات إلى العاصمة الليبية، حيث انتشرت صور أخرى تظهر مرتزقة من سوريا يحتلون بيوت أهالي طرابلس ويرفضون الخروج منها. وفي مقطع متداول، يظهر شخص يستأذن المرتزقة للدخول إلى منزله بعدما احتلوه. وحاولت حكومة الوفاق التقليل من فضائح ميليشياتها الموثقة، وزعمت أن من تورطوا في هذه الممارسات المشينة سيتعرضون للمحاسبة والعقاب، لكن جرائم الميليشيات والمرتزقة لم تكن الأولى في ترهونة أو طرابلس. فقد شهدت غالبية مدن الغرب الليبي عمليات انتقامية، وقتل وتدمير وإحراق منازل وسرقة محال تجارية، مثلما حصل في الأصابعة وصبراتة وصرمان والعجيلات.