رغم تحذيرات السلطات، خرج مئات الأشخاص اليوم السبت إلى شوارع العاصمة لندن في مظاهرات مناهضة للعنصرية، وأخرى معارضة لتلك ومؤيدة للحفاظ على تماثيل الشخصيات التاريخية. وتجاهل عدة مئات من الأشخاص، بينهم أنصار حركة "حياة السود مهمة" وحركة مناهضة الفاشية "أنتيفا" من جانب، وعناصر لليمين المتشدد من جاب آخر، تجاهلوا جميعا دعوات الشرطة البريطانية إلى الامتناع عن التظاهر بغية الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، واحتشدوا في ساحة البرلمان وسط العاصمة. فقد تجمع عشرات الأشخاص عند تمثال رئيس الوزراء البريطاني الشهير، ونستون تشرتشل، والذي يشكل أحد أكبر مواضيع الخلاف بين دعاة إزالة تماثيل الشخصيات التاريخية التي لديها صلة بالتفرقة العرقية والعنصرية، ومعارضيهم من اليمين المحافظ. وصرح زعيم جماعة "بريطانيا أولا" اليمينية، بول غولدينغ، أن النشطاء اليمينيين وصلوا المكان ل"حماية آثارنا". وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الوضع يتصاعد في ساحة البرلمان، حيث اندلعت مواجهات بين المتظاهرين اليمينيين وقوات الشرطة، مشيرة إلى أن عناصر الأمن تعرضوا للرشق بالزجاجات. وأفادت صحيفة "غارديان" بأن خيالة الشرطة تحاول الآن إبعاد المتظاهرين اليمينيين من تمثال تشرتشل نحو جزء آخر من ساحة البرلمان حيث يوجد تمثالا مهاتما غاندي ونيلسون مانديلا. واتخذت الشرطة البريطانية إجراءات أمنية مشددة على خلفية المظاهرات من خلال تفعيل المادة 60 لقانون النظام العام، في جزء ملموس من وسط العاصمة حتى فجر يوم غد الأحد. ويتيح هذا الإجراء لعناصر الشرطة تفتيش أي شخص في المنطقة. ونظمت مظاهرات أيضا على نطاق أقل في مدن بريطانية أخرى، مثل نيوكاسل وليفربول، حيث كان كثير من المحتجين يرتدون كمامات طبية كإجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا.