أعلنت جمهورية الكونغو الديموقراطية، اليوم الاثنين، رسمياً التفشي الحادي عشر لوباء إيبولا على أراضيها إثر ظهور بؤرة جديدة في شمال غرب البلاد، وذلك بعد التفشي العاشر الذي لا يزال مستمراً في شرق البلاد وانتشار وباء كوفيد-19. وطلبت كينشاسا مساندة منظمة الصحة العالمية عبر إعلان عودة فيروس إيبولا إلى مبانداكا، مركز مقاطعة إكواتور على بعد حوالى 600 كلم شمال العاصمة كينشاسا. ويربط بين المدينتين نهر الكونغو ويستغرق الإبحار بينهما أسبوعاً. وكتب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدانوم غبريسوس في تغريدة أن المنظمة "لديها فرق في مبانداكا لدعم الاستجابة بعد التفشي الجديد لوباء إيبولا". وأعلن وزير الصحة في الكونغو الديموقراطية إيتيني لونغوندو تسجيل ثماني إصابات منذ 30 أيار/مايو بينها أربع وفيات. وأشار إلى أن هناك إصابات مؤكدة وأخرى محتملة (أي أنها غير مؤكدة عبر فحص مخبري لكن من خلال صلة وبائية بإصابة مؤكدة أو إصابة أخرى محتملة). وتحدث الوزير عن وفاة واحدة من بين الإصابات المؤكدة وثلاث وفيات من بين الإصابات المحتملة وعن وجود إصابتين مؤكدتين وإصابتين محتملتين على قيد الحياة. وسبق أن شهدت مقاطعة إكواتور انتشاراً لوباء إيبولا بين أيار/مايو وتموز/يوليو 2018 (54 إصابة توزعت بين 33 وفاة و21 ناجياً). وتابع الوزير "سنرسل إليهم بسرعة كبيرة اللقاح والأدوية أيضاً"، مشيراً إلى أنه يعتزم التوجه إلى المكان نهاية الأسبوع. وخلال التفشي السابق لوباء إيبولا، استُخدم بشكل كبير لقاحان لم يحصلا على ترخيص رسمي بعد (أكثر من 300 ألف شخص ملقح). ولا يزال وباء إيبولا منتشراً في شرق البلاد. وكان ذلك ثاني أخطر تفشي في تاريخ المرض، مع 2280 وفاة منذ إعلانه في الأول من آب/أغسطس 2018. وفي 14 أيار/مايو، أطلقت السلطات الصحية عداً تنازلياً من 42 يوماً من دون تسجيل إصابات جديدة، من أجل إعلان انتهاء التفشي العاشر للوباء، الذي ضرب أساسا مقاطعة شمال كيفو. توقف العدّ التنازلي وسبق أن أُوقف العدّ التنازلي قبل ثلاثة أيام من موعد نهائي سابق، بعد تسجيل إصابة جديدة في العاشر من نيسان/أبريل. ومذاك سُجّلت إصابة سبعة أشخاص اضافيين هم أربعة متوفين ومتعافيان بالإضافة إلى مصاب فارّ. وفي المجمل، حصل 11 تفشياً لوباء إيبولا على أراضي الكونغو الديموقراطية منذ اكتشاف الفيروس في هذا البلد (زائير سابقا) في العام 1976. وينتشر أيضاً في الكونغو الديموقراطية فيروس كورونا المستجدّ مع تسجيل 3195 إصابة بينها 2896 في كينشاسا و72 وفاة، وفق آخر حصيلة رسمية نُشرت الاثنين. وأصبح معدّل الإصابات الجديدة بكوفيد-19 نحو مئة يومياً، مسجّلاً ارتفاعا جراء زيادة عدد الفحوص. وقال وزير الصحة الاثنين "نحن في فترة تصاعدية من المنحنى" معتبراً أن رفع التدابير المفروضة منذ 20 آذار/مارس للحدّ من تفشي كورونا المستجدّ سيكون قراراً "محفوفاً بالمخاطر". وتفرض هذه التدابير قيوداً على الحركة بين كينشاسا وسائر مناطق البلاد بما في ذلك مقاطعة إكواتور. ولم تسجّل أي إصابة بكوفيد-19 في هذه المقاطعة التي تفشى فيها إيبولا مجدداً. والمسؤول عن فرق الرعاية بالمصابين بكوفيد-19 هو عالم الأوبئة الكونغولي جان جاك موبيمبي، أحد مكتشفي فيروس إيبولا عام 1976 مع عالم الأوبئة البلجيكي بيتر بيوت. وبذل البروفسور موبيمبي جهوداً كبيرة في كل مرة كان يتفشى فيها وباء إيبولا في بلاده خصوصاً في كيكويت (وسط) عام 1995. وقال "خصصت كل حياتي وكل مسيرتي المهنية لمكافحة إيبولا". وواجهت جمهورية الكونغو الديموقراطية أيضاً وباء الحصبة الذي أودى بأكثر من ستة آلاف شخص منذ مطلع العام 2019، وكذلك الكوليرا والملاريا على غرار عدد كبير من الدول الإفريقية. وقال مدير منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين إن وباء إيبولا "يذكرنا بأن كوفيد-19 ليس التهديد الصحي الوحيد الذي يواجهه الناس". وأضاف "منظمة الصحة العالمية تواصل الإشراف ومواجهة كثير من حالات الطوارئ الصحية".