أعاد انتشار فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها العديد من الدول وفي مقدمتها المملكة، العديد من الألعاب التقليدية القديمة التي ارتبطت بها العديد من الأجيال في الأيام الخوالي إلى الواجهة مجددا، ومن ضمنها لعبة الكيرم والأونو واللودو، مما أدى إلى ارتفاع أسعار تلك الألعاب في العديد من المحلات بنسبة 110% بسبب زيادة الإقبال عليها مع بقاء العديد من الناس في منازلهم. ورصدت (المدينة) في جولة لها على منطقة باب شريف بجدة وجود عدد من الباعة الجائلين وآخرين بسياراتهم الشخصية يعرضون عددا من الألعاب القديمة، حيث ارتفع سعر الكيرم (متوسط الحجم) من 50 ريالا إلى 140 ريالا، بينما ارتفع سعر الحجم الصغير من 30 ريالا إلى 60 ريالا، كما ارتفع سعر الأونو من 10 ريالات إلى 20 ريالا. ويقول أحد الباعة:» زاد إقبال المواطنين والمقيمين على الألعاب الجماعية القديمة مثل (الشيش، الشطرنج، حجر وورقة ومقص، ومين قدها، إضافة إلى الكيرم واللودو والأونو)، وذلك بسب قرار «منع التجول». وأضاف: بسبب إغلاق المحال أبوابها تنفيذا للإجراءات الاحترازية، ورغبة في توفير تلك الألعاب للمستهلكين نقوم بشرائها من بعض المستودعات ،مما أدى إلى زيادة أسعارها» تسلية وذكريات من جانبه قال أحمد السعيدي: إنه رغب في قضاء وقت الفراغ الطويل لديه في المنزل من خلال مشاركة أفراد العائلة بتلك الألعاب القديمة التي أفتقدها طيلة الفترة الماضية، وذلك بشراء تلك الألعاب لما فيها من استمتاع ومشاركة أفراد الأسرة والتسلية بها،إضافة إلى استعادة الذكريات القديمة، لافتا إلى أنه بحث عنها في عدد المحال إلا أنه وجدها مغلقة، فاشتراها مضطرا من الباعة الجائلين والذين رفعوا سعرها بشكل مبالغ فيه حسب قوله. البلايستيشن كما شهدت ألعاب البلايستيشن هي الأخرى إقبال كبيرا وخاصة من شريحة الصغار، الأمر الذي دفع شركة سوني لخفض سرعة أوقات تنزيل الألعاب في محاولة منها للمساعدة في الحفاظ على سعة الإنترنت للمستخدمين الآخرين، وأوضحت الشركة اليابانية في منشور على المدونة الرسمية إنها تعمل مع مزودي خدمة الإنترنت لإبطاء سرعات الألعاب في الولاياتالمتحدة بعد اتخاذ الإجراء في أوروبا سابقًا. وكتبت الشركة في بيانها: «نعتقد أنه من المهم القيام بدورنا في معالجة مخاوف استقرار الإنترنت نظرًا لأن عددًا غير مسبوق من الأشخاص يمارسون التباعد الاجتماعي ويصبحون أكثر اعتمادًا على الوصول إلى الإنترنت». ويأتي الإجراء للتخفيف من آثار بقاء اللاعبين لساعات طويلة على الإنترنت بسبب جائحة فيروس كورونا المستمر، نظرًا لأن الناس في كل مكان يضطرون إلى البقاء في منازلهم بسبب تدابير العزلة، فقد ارتفع الطلب على الخدمات عبر الإنترنت، بما في ذلك الألعاب. د.الحارثي: الذاكرة العاطفية تدفع للألعاب القديمة أوضح استشاري الطب النفسي، والمشرف العام على مجمع إرادة للصحة النفسية بجدة، الدكتور نواف الحارثي أنه بسبب وجود الناس فترات طويلة في المنازل، وبالذات بعد قرار منع التجول وخاصة تمديد فترات التجول، فمن الطبيعي وجود وقت فراغ كبير، فأصبحوا يلجأون للألعاب الجماعية للاستمتاع مع أفراد العائلة». وأضاف: «هذا جزء من ردة الفعل الطبيعية للترفيه، وذلك بقضاء الأوقات بشكل ممتع، لأن هذه إحدى الأزمات التي يمر بها الناس، كما أن فترة منع التجول شكل جديد لم يتعود الناس عليه في المملكة، حيث كانوا متعودين على الترفيه الخارجي (خارج المنزل)، أما حاليا فأصبح (داخله) وفي ذلك نوع من الصعوبة للتأقلم بالبقاء في المنزل لفترات طويلة دون الترتيب المسبق». وزاد: «من هنا جاءت فكرة الألعاب الجماعية، فيما لجأ البعض الآخر لشغل الوقت بقراءة الكتب ومشاهدة الأفلام والاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي والتي زادت نسبة المشاركة فيها مؤخرا». وحول اختيار فئة متوسطي الأعمار للألعاب القديمة قال: «هذه أساليب الترفيه بالنسبة لهم لأنهم تعودوا عليها وتأقلموا واستمتعوا بها سابقا، كما أن لديهم ذاكرة عاطفية، والإنسان يستمتع بالذاكرة الجميلة كتذكر اللحظات السعيدة، أكثر من استمتاعه لحظة الحصول عليها» مطالبا بالتفكير في كيفية إيجاد برامج أخرى يستطيعون الاستمتاع بها خلال البقاء في المنزل، كما يجب التفكير في كيفية قضاء الأوقات بشكل إيجابي، وذلك باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في الاطلاع على أشياء ذات قيمة ومعرفة للاستمتاع فيها». الغامدي: الألعاب القديمة تعزز الروابط الأسرية قال المستشار الاجتماعي عادل علي الغامدي، إن أغلب أرباب الأسر في الفترة الحالية هم أبناء وشباب الحقبة الماضية من الثمانيات وأوائل التسعينات تقريباً والتي كانت سائدة فيها الألعاب الجماعية القديمة أو ما تعرف «ألعاب الطيبين» مثل «الكيرم، الضومنه، المونوبولي ... وغيرها الكثير، وبحكم معرفتهم بما تغرسه في النفوس من ترفيه حقيقي فانهم حرصوا على اقتناءها وان يتشاركوا مع اسرهم تلك المشاعر الحقيقية والإيجابية التي تعتريهم أثناء لعبها، وحرصهم من جانب اخر على الحد من الألعاب الإلكترونية التي تشغل جميع أوقات الأفراد في هذه الفترة ان لم يتوفر البديل المناسب ،وايضاً للاستفادة المثلى من التواجد المكاني والوجداني لجميع افراد الآسرة وذلك سوف يكون عامل مساعداً ومحفزاً للقيام بتلك اللعاب». وأضاف: «في الجانب المقابل نجد أن الألعاب الجماعية بصفة عامة تستخدم في التدخل العلاجي لبعض المشاكل النفسية والاجتماعية وفق قواعد مهنية وخطوات علمية، ولها دور فعال في التغلب على بعض المشكلات التي قد تواجه الأفراد في حياتهم الطبيعية، وبحكم التواجد المستمر لأفراد الأسر هذه الإيام فأنها قد تساهم بشكل واضح في ترابط أفراد الأسرة ، لما ينتج عنها من مشاعر إيجابية حيث تضفي جوا من مشاعر البهجة والسرور والفرح داخل الأسرة وهو عامل مهم في تماسك الأسرة وتقوية العلاقات فيما بينهم، وأيضاً ذات تأثير بطرق غير مباشرة في إعادة النسق الأسري الى وضعه القويم من خلال تكرار الألعاب بشكل مستمر». وعدد الغامدي مزايا اجتماعية لتلك الألعاب حيث قال: «لها دور فعال في حل وتجاوز العديد من المشكلات الأسرية، إذا تم عرض تلك المشكلات بصورة غير مباشرة أثناء الأوقات المشحونة بالفرح والمفعمة بالسعادة ويتم تداولها والخوض بالنقاش عنها، وينتج عنها الحد من تلك المشاكل أو إيجاد حلول ناجعة لها، وتلك الألعاب تعتبر أرضا خصبة للتعبير عن وجهات النظر ومن ذلك أيضاً أنها فرصة للتعرف بعمق على الشريك الآخر وإعادة اكتشاف الشخصيات عن قرب أكثر وأعمق ورسم ملامح خارطة طريق للمستقبل لحياة أسرية سعيدة. اللودو لعبة ليدو أو لودو (بالإنجليزية: Ludo) هي لعبة لوحية مخصصة لشخصين أو أربعة أشخاص، يكون لدى اللاعب فيها 4 قطع خاصة به يحركها عن طريق النرد وبإمكان قطع اللاعب أكل قطع اللاعب الآخر وإرجاعه إلى نقطة البداية، يعود أصل اللعبة إلى لعبة الباتشيسي الهندية إلا أن هذه اللعبة أبسط ومعروفة أكثر في العالم وتحت أسماء مختلفة، وتم طرح اللعبة لأول مرة عام 1896. الكيرم هي لعبة تلعب على طاولة مربعة مصممة خصيصا للعب الكيرم، وتشبه في طريقة اللعب لعبة البلياردو. لها شعبية واسعة في الجزيرة العربية والحجاز خصوصا. يمكن لشخصين أن يلعبا الكيرم أو لأربعة أشخاص في فريقين. الأونو هي لعبة ورق منتشرة من ألعاب العالم يلعبها شخصان أو أكثر. الأونو (UNO) لعبة أوراق أمريكية الأصل تم تطويرها من قبل ميرل روبنز في عام 1971 في مدينة ريدينغ - ولاية أوهايو. شركة ماتيل هي منتجة أوراق الأونو منذ عام 1992. القوانين العامة للعبة الأونو تندرج تحت الثمانيات المجنونة في عالم ألعاب الورق.