بالأمس القريب وما أن تلوح في السماء غيوم بيضاء، ورياح عاتية، ورعود وأمطار؛ حينها تعلق بعض الأعمال والأفعال، استشعاراً للمسؤولية.. ولعل من أهم الأمور التي كانت تحدث بالأمس أمر تعليق الدراسة وما يتطلبه الموقف من اتخاذ بعض التدابير الوقائية للحيلولة دون وقوع أضرار بشرية أو مادية، غير أن بعض السلوكيات التي كانت تحدث من بعض المتطفلين أثناء هطول الأمطار من تجمع واستعراض بأنفسهم وآلياتهم وسط الأودية والأنهار وسفوح الجبال وإطلاق النكت والعبارات الحماسية والأفعال غير المبررة والتي كان الهدف منها لفت الانتباه وكسر الروتين على حدد تفكيرهم هي بالطبع أفعال لا تعطي مؤشر وعي جيد للأسف وأنه ينبغي رفع مستوى الوعي لدى أولئك الناس والتعامل معهم بكل حزم. أما اليوم فهو يوم الكورونا الأليم والذي حل بنا بدون سابق إنذار أو تقديم، آفة تجتاح العالم من قريب وبعيد.. تابع معي ما حدث ويحدث من تبعات له على كافة المستويات الأمر الذي حدث معه مزيد من القلق والترقب، نظراً لاستفحال ذلك المرض وانتشاره بسرعة فائقة كانتشار النار في الهشيم بين الدول والبشر، علاوةً على ذلك؛ فإنه يكلف الدول ومنظماتها الكثير والكثير من الجهد والعمل والمال، ويمنح المزيد والمزيد من الرخص والإجازات إضافةً إلى امر التعليق عن مباشرة الناس لأعمالهم. ومع هذا الوباء سدت جميع المرافق العامة وأماكن الترفيه والتجمعات وقاعات الأفراح والمناسبات، وحتى دور العبادة والتعليم. وبالمقابل نريد أن نرى مواقف ترقى لمستوى المسؤولية؛ مواقف وانضباطية تتماشى مع الأهداف التي ترسمها الدولة أعزها الله لما تتخذه من إجراءات حازمة ووقائية لعل من أهمها حظر التجول لوقت معلوم، ان تلك الإجراءات الوقائية نجدها تصب جميعها في صالح الوطن والمواطنين والمقيمين على حد سواء، عليه فانه ينبغي علينا الابتعاد عن اللحاق بالشائعات والركون للأفكار المضللة، والتوقف عن التعليقات والاستهتار وإطلاق النكت وتصنع الضحكات، يجب أن نعود أنفسنا دائماً وأبداً على الجدية في كيفية التعامل مع كافة الظروف والأحداث، وأن تكون لدينا الجاهزية والاستيعاب الكامل لمجريات تلك الأحداث حتى نستحق أن نوصف بهامة وقمة جبل طويق، وأنه ينبغي علينا أيضًا أن نعود إلى الله عز وجل دائماً وأبداً، ونتضرع إليه سبحانه وتعالى حتى تزال عنا وعن بلادنا تلك الغمة.