الخوف، نصب خيمته فوق رأسي، وغرس وتده في قلبي، ليس خوفاً على نفسي، وإنما خوفاً على وطني، وأحبتي، وكل من حولي؛ منذ بدأ كورونا المستجد، «كوفيد- 19» يسرح ويمرح فوق الكرة الأرضية!، الخوف شعور طبيعي يباغت الإنسان في لحظات الخطر، هذا الكلام ليس تشاؤمياً أو محبطاً، بل هو الخوف الذي يساهم في السلامة، خوف إيجابي وليس سلبياً، يحرِّضنا على اتباع تعليمات السلامة، كي لا تتسبب في أخذ العدوى ونقلها إلى آخرين، وقديماً قالوا: «من خاف سلم»، لكنه في هذه الظروف التي يعيشها العالم لأول مرة، يمكن إضافة: «من خاف سلم وسلًم الآخرين»، أي يحمي وطناً من مواجهة تزايد أعداد الإصابات اليومي الذي أصبح تصاعدياً منذ ظهور الحالات الأولى. الحالات التي تظهر يومياً معظمها قادمة من دول تفشَّى فيها المرض ومحجوزة احترازياً، أي أن الخطوات التي اتخذتها الدولة مبكراً ساهمت في الحد من انتشار المرض، لكن بعض الحالات ظهرت نتيجة عدم اتباعهم تعليمات السلامة وتجنب الاختلاط في الاجتماعات العائلية والمناسبات الاجتماعية. مما رفع نسبة ظهور حالات جديدة!. كيف يمكن للإنسان أن يكون مستهتراً بسلامة وطن؟!، هذا الوطن لا يشبه وطناً آخر في اهتمامه بمواطنيه داخل أرضه وخارجها، أو اهتمامه بمن على أرضه من مقيمين، وطن لم يبالِ بما يواجهه الاقتصاد جراء كل الإجراءات الاحترازية التي اتُخذت تباعاً منذ ظهور أولى الحالات، حتى الوصول إلى حظر التجول الجزئي الذي يبدأ من 7 مساء إلى 6 صباحاً، وربما يعقبه حظر تجول كامل، نظراً لبعض تجاوزات التجمعات والتهافت على مراكز التسوق الغذائي خلال فترة رفع الحظر. الاستهتار أوصل الأوضاع في بعض الدول إلى الكارثة الصحية والإنسانية كما نتابع في دول كانت تحتسب من الدول المتقدمة في المجال الصحي، بحيث كان بعض من ربعنا يشد إليها الرحال عند أي عارض صحي، ثقة في تميزها وتمكنها في هذا المجال، الآن رأينا انهيار إمكانياتها وقدرتها على احتواء هذه الجائحة وتقديم المساعدة لمواطنيها. وعندما تذكر هذه الأمثلة فلا بد أن نحيل الأمر إلى استهتار المواطنين، هي هذه النقطة الجوهرية التي أريد التركيز عليها في هذه المقالة، حيث رأينا استشعار المسؤول لدينا الخطر والمبادرة بأخذ كافة الإجراءات الضرورية للسلامة وفرض العقوبات لمن يخالف الإجراءات، لأن الوعي ليس عاماً بين البشر، كذلك انعدام المسؤولية والاستهتار، موجودة بنسب مختلفة بين البشر، لذلك قيل: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، من هنا كان وعي المسؤول لدينا، ومعرفته بالمخاطر التي يمكن أن تواجه مواطنيه واتخاذه الإجراءات الضرورية للحد من المخاطر وفرض العقوبات اللازمة على المخالفين هو خط الدفاع الأول في مثل هذه الجائحة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية، ربما كانت بعض الأوبئة في حقب ما تمثل كارثة أو جائحة أودت بحياة ملايين البشر، لكنها في ظل كل هذا التقدم الذي وصلت إليه البشرية وانتشارها في كل القارات على الكرة الأرضية، سابقة خطيرة في تاريخ البشرية، لذلك لا بد أن يستشعر خطرها كل إنسان على هذه البسيطة، فيبادر بالالتزام بإجراءات السلامة، وأبسطها البقاء في المنزل، ولا يستقبل أحداً من خارج بيته حتى أبنائه وبناته، لكن هذا التهافت على مراكز تسوق المواد الغذائية بكثافة وتكدس يزيد خطر الإصابة وانتشار المرض بشكل خطير مما قد يضطر الدولة لاتخاذ إجراءات أكثر للحد من انتشار المرض. خليك بالبيت، مارِس أنشطة رياضية مع أسرتك، ألعاباً، اقرأ كتاباً، ساهم في أعمال المنزل، تشاركوا المتعة داخل المنزل، إذا لم يكن خوفك على سلامة الآخرين رادعاً فلابد أن يتضاعف خوفك على نفسك وأحبتك أسرتك وأطفالك، وأنت تتابع ما يحدث في دول العالم الأول، وتذكر أنك عندما تتوقف عن المساهمة في الحياة فأنت تحتضر، مساهمتك هي التزامك بكل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة كي تساهم في حياتك وحياة الآخرين كي لا تحتضر!.