لا توجد نصيحة اليوم يتم تداولها حول العالم للسيطرة والحد من انتشار فيروس كورونا الجديد أكثر من نصيحة البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وقد قامت بعض الدول باتخاذ بعض الإجراءات الصارمة في هذا الإطار لضمان عدم الخروج وفي مقدمتها إغلاق جميع الأماكن العامة والتي يمكن أن يكون فيها أي تجمعات وصولاً إلى فرض حظر التجول والذي تم تطبيقه في بعض الدول كفرنسا وألمانيا وتونس والأردن والكويت حيث انتشرت قوات الأمن في معظم المدن والمناطق للحيلولة دون اختراق الحظر المفروض على جميع المواطنين باستثناء الفرق الطبية والأمنية. في أحد تقارير وزارة الصحة اليومية شددت الوزارة على أن التجمعات على كل مستوياتها وحتى داخل المنزل تعد خطرة جداً وأهابت بالجميع إلى البقاء في منازلهم حفاظاً على صحتهم وسلامتهم، كما أوضحت بأن كثيراً من الأرواح تهدر بسبب التساهل والاستهتار ولابد من التكاتف ضد هذا الوباء والتعاون على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والبقاء في المنازل ومساعدة الجهات المعنية للقضاء على هذه الجائحة وهذا التعاون سيساهم في الحد من فرض المزيد من الإجراءات الاحترازية فالجلوس في البيت اليوم هو مساهمة في أمن الوطن الصحي. لقد أغلقت أبواب المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى مؤقتاً وهي أشرف بقاع على وجه الأرض وأغلقت العمرة وأوقفت الجمع والجماعات وأغلقت بيوت الله مؤقتاً ومع كل تلك الإجراءات العظيمة والتي لم يسبق أن حدثت على وجه الأرض لازال البعض لا يستطيع أن يغلق باب منزله على نفسه وعلى أفراد أسرته لفترة محدودة من الزمن؟! ماذا ينتظر هؤلاء المستهترون والمتساهلون؟ هل ينتظروا إلى أن ينقل إليهم الفيروس أو إلى أحد أفراد أسرهم (لا سمح الله) ليعرفوا خطورة تصرفاتهم اللامسؤولة وعدم التزامهم بالبقاء في المنزل؟ هناك قرابة مليار شخص حول العالم عزلوا أنفسهم للحد من انتشار ذلك الفيروس فهو إجراء عالمي ولا يقتصر علينا فقط فلماذا لا يتعاون أمثال هؤلاء؟ ولماذا لا يبقوا في منازلهم حتى تنتهي هذه الجائحة؟. لا يقتصر الالتزام بالبقاء في المنزل في هذه الظروف بأنه واجب وطني وأمني بل هو واجب شرعي فقد أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الأهمية البالغة للتقيد بالتعليمات والتنظيمات التي تصدرها الجهات المختصة لمواجهة جائحة كورونا والحد من آثارها، وقالت في بيان صادر لها إن التقيد بهذه التعليمات واجب شرعي ويأثم المكلف عند مخالفتها فبالتقيد بالتعليمات تتحقق مصالح عامة وخاصة وتدرأ مفاسد عامة وخاصة وأضافت إن الإثم بمخالفة هذه التعليمات يعظم لأن المخالف لا يجني على نفسه فقط وإنما يتعدى أثر مخالفته إلى غيره. الالتزام والتقيد بالتعليمات هو السبيل الوحيد بعد توفيق الله للخلاص من هذه الجائحة فلنلتزم بالبقاء في منازلنا.