اختتم العام 2007 على مشهد كئيب من ضربات متوالية لوباء"أنفلونزا الطيور"في أوروبا والمنطقة العربية والشرق الأقصى، أوحت بأن فيروس"أتش 5 آن1"الذي يقود موجتها منذ 4 سنوات يستجمع قواه، خصوصاً في"حصنه"الآسيوي المتين والذي شهد ولادته أصلاً. العودة الى آسيا وسط أنباء متواترة عن انتشار فيروس"انفلونزا الطيور"بين الحيوانات وكذلك البشر في غير بلد آسيوي، سجّلت السلطات الصحية في روسيا أخيراً إصابة خامسة بمرض انفلونزا الطيور في مزرعة دواجن في منطقة"روستوف"في جنوب البلاد. ويشار الى أن روسيا تقاوم الوباء بضراوة لأنها تخشى هجرات الطيور، خصوصاً تلك التي تأتي من جارها الصيني. كما توفيت شابة اندونيسية بعد إصابتها بالفيروس عينه في اندونيسيا ما رفع الوفيات الناجمة عن هذا المرض في ذلك الارخبيل إلى 94 إصابة. وبحسب"منظمة الصحة العالمية", تشهد اندونيسيا اكثر الإصابات بمرض انفلونزا الطيور الذي انتشر في معظم اقاليمها ال33. وفي سياق متزامن، توفي طفل 4 سنوات في شمال فيتنام عقب إصابته بأنفلونزا الطيور. والمعلوم أن فيروس"اتش5 ان1"أودى بحياة اربعة من الفيتناميين السبعة الذين اصيبوا به هذا العام، لترتفع محصلة إصاباته بين البشر في تلك البلاد، منذ بداية انتشاره عام 2003، الى 46 شخصاً. وينتشر فيروس"اتش5 ان1"فيتنامياً بين الطيور في شكل رئيسي"لكن بعض الخبراء يخشون من امكانية ان يغيّر الفيروس من تركيبته الجينية، فيتحوّر ليصل الى صورة يمكنها الانتقال بسهولة من شخص الى آخر، ما يُهدّد بإطلاق جائحة وباء قد تحصد ملايين الأرواح. وتشير بيانات"منظمة الصحة العالمية"الى ان"أنفلونزا الطيور"أودى بحياة 209 أشخاص عالمياً، من أصل 340 معروف انهم أصيبوا به ومعظمهم من اندونيسيا ويليها فيتنام. والمعلوم أن المرض ضرب الطيور والدواجن بقوة، فنفقت مئات الملايين منها أو أعدم بسببه. ومع اختتام عام 2007، عاد شبح انتشار فيروس"اتش5 ان1"بين البشر، ما يهدد بموجة عالمية منه، ليحوم في الصين، التي يعتقد الخبراء بأن الفيروس انطلق من منطقة بحيرة"تشانغدونغ"فيها. فقد أعلنت"منظمة الصحة العالمية"إصابة أب 52 سنة بانفلونزا الطيور في منطقة"كيانغسو"شرق الصين عقب أيام من وفاة إبنه الشاب 26 سنة بأثر من ذلك المرض، ما جدّد المخاوف من احتمال انتقال عدوى المرض بين البشر. وحذرت السلطات الصحية في بلاد"العم ماو"من احتمال قوي لانتشار انفلونزا الطيور خلال فصلي الشتاء والربيع. مع بحث السلطات عن العلاقة السببية بين اصابة ابن وأبيه بانفلونزا الطيور. وتضم الصين اكبر عدد من الدواجن عالمياً، وكذلك يدرج الناس فيها على تربية ملايين من الطيور في أفنية المنازل. ولذا، ينظر الخبراء الى الصين باعتبارها ساحة حيوية في الحرب على انفلونزا الطيور. ووسط تزايد التحذيرات من تفشي جديد لأنفلونزا الطيور في عدد من الدول الآسيوية هذا الشتاء، أعلنت باكستان أخيراً عن وفاة بشرية أولى نتيجة المرض، وأكدت"ميانمار"بورما سابقاً أيضاً ظهور إصابة بشرية أولى فيها. وفي سياق متصل، أعربت الأممالمتحدة اليوم عن خشيتها أن يتوطّن فيروس"أتش 5 آن1"في بعض أجزاء أوروبا، مبيّنة أن أبحاثها أظهرت أن البط والاوز ينشران المرض في صورة أكبر مما كان متصوراً. وفي بيان رسمي، بيّن جوزيف دومينيك كبير المسؤولين البيطريين في"منظمة الأغذية والزراعة""فاو أنه يعتقد بأن فصلاً جديداً في تطور انفلونزا الطيور"يتكشّف في قلب أوروبا بصمت"! وصدر البيان بعد أن اكتشف علماء ألمان الفيروس المُسبّب لأنفلونزا الطيور في مجموعة بط محلي نافق بدا في صحة جيدة قبلاً. محاكاة إفتراضية لجائحة بشرية عربياً، أعلنت الكويت أخيراً أنها نجحت في التخلص من ذلك الفيروس، بعد أن عانته دواجنها خلال الأشهر الخمسة الأخيرة. وخلال تلك الفترة، أعلنت وزارة الزراعة السعودية اكتشاف فيروس"أتش 5 آن1"في مشروع لإنتاج النعام في محافظة الخرج في منطقة الرياض. ويتألف المشروع من ثلاث حظائر تضم 22 ألف طير. وعمدت الجهات المختصة لإعدام جميع طيور المشروع والتخلص منها بالطرق السليمة، كما طُهّر الموقع وأُغلق. وفي سياق متصل، اتخذ الأردن إجراءات تحسباً لدخول وباء"انفلونزا الطيور"إليه. وأعادت الإجراءات الى الأذهان تجربة المحاكاة الافتراضية التي أجراها"مكتب دول إقليم شرق المتوسط""إمرو"، خلال العام الجاري، وتضمنت سبل مواجهة أن تُضرب دول ذلك الإقليم، الذي يشمل الدول العربية، احتمالاً بفيروس"أتش5 آن1"بعد تحوّله الى عنصر قادر على إصابة البشر والانتشار بسرعة بينهم. وسارت مجريات تلك التجربة الافتراضية في صورة لم تخل من الدراماتيكية، ما أضفى عليها طابعاً عملانياً. وفي حينه، فاجأ المستشار الإعلامي لمكتب"إمرو"الحضور بإعلان نبأ مفزع عن انتقال فيروس انفلونزا الطيور الى مرحلة يصيب فيها الناس، وأعلن عن دخوله الى هذه المنطقة. وعلى الفور، كست ملامح الذعر الوجوه، خصوصاً أن أجواء اليومين الذين سبقا تلك المُحاكاة تسيدتهما أخبار عن ظهور إصابة بشرية في مصر، فتركّزت الأحاديث على مدى وكيفية الاستعداد لحدوث جائحة بشرية لذلك المرض. ولم يستمر الذعر طويلاً. وبدا وكأن المتحدث الإعلامي رأف بحال المشاركين، وزف إليهم"بشرى"أن هذا الخبر ما هو إلا عنوان ورشة العمل التدريبية المدرجة في جدولهم للتدريب على الاستعداد الحقيقي لاحتمال حدوث الجائحة وهو احتمال قائم وبشدة. وتباينت ردود الأفعال الأولية حين طلب المتحدث الإعلامي من كل الحاضرين كتابة الخطوات الثلاث الأولى التي سيتخذها عقب سماع مثل هذا الخبر. وظهر من بدأ بالاتصال بأسرته وتحذيرها من مغادرة البيت أو استقبال ضيوف، وكذلك من قرر عزل المنطقة التي حدثت فيها الإصابة"وعمد آخرون إلى إغلاق الحدود ووقف حركة السفر من وإلى الدولة وهكذا دواليك. شاركت 16 دولة في هذه"المناورة"التي جاءت في سياق اجتماع نظمه"المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية"في عمان لمناقشة الاستراتيجيات والأهداف والخبرات السابقة المكتسبة في مجال الاتصال في حال حدوث جائحة بشرية بفيروس"أتش5 آن1". وحينها، نبّه الخبير في مسوح الأمراض المعدية والتنبؤ به في"إمرو"الدكتور لانغويا أوبوكا إلى وجود عدد من العوامل التي تزيد من حدّة الأخطار التي تحدق بدول الإقليم في مجال حدوث جائحة بشرية. وأوضح أن كثيراً من تلك الدول منخرطة في اتصال يومي مع بقية العالم بفعل حركة السياحة وانتقال العمالة المهاجرة والقادة والزوار الدينيين بين مناطقها المختلفة. وأضاف أن هذه المنطقة مبتلاة أيضاً بعدد كبير من الكوارث الطبيعية وأخرى من صنع الإنسان، ما نتج منه عدم استقرار سياسي، بالتالي فإن الكثير من أنظمتها الصحية يعاني خللاً وعدم قدرة على عمل مسوحات للأمراض المعدية. وفي هذا السياق، أشار أوبوكا إلى ضعف دور القطاع الطبي الخاص في مجال العناية الصحية والمسح والتقصي عن الأمراض. ولذا رجّح أن تتضافر هذه العوامل لتضع الكثير من دول المنطقة في"خانة اليك"وقت حدوث جائحة بشرية فيها. وأشار إلى أن عدداً من دول المنطقة يشهد حدوث أوبئة مثل ضربات الكوليرا في جيبوتيوالصومال والسودان، وانواع"الحمى الشوكية"في جنوب السودان، وپ"حمى الوادي المتصدع"في الصومال، إضافة إلى الوضع الحرج بالنسبة إلى أنفلونزا الطيور في كل من مصر والعراق وجيبوتي، والتي شهدت وفيات بسبب ذلك الوباء. أهمية الشفافية وضرورتها ووصف الخبير أوبوكا درجة الشفافية في تناول أخطار الجوائح وتفشي الأمراض في الكثير من دول المنطقة بأنها"منقوصة". وحاول تفسيرها بنقص الموارد البشرية القادرة على تحليل المعلومات واتخاذ قرارات عملية، وبفقر التواصل مع وزارة الزراعة وأطراف أخرى، إضافة الى احتمال الخوف من فرض أنواع مختلفة من الحظر وانهيار حركة السياحة وتأثر الاقتصاد سلبياً نتيجة لذلك. كما أن مثل هذه الدول تقلل من شأن سبل الاتصال والتواصل الحديثة وتبخس من قدرتها على نقل الوقائع وپالإشاعات وانفلاتها بعيداً من السيطرة. وشكّل حديث الشفافية الجانب الأكبر من المؤتمر، إلى درجة أن مدير عام"إمرو"الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري أوضح إن الحكومات ليست لديها أي حجة في حجب المعلومات عن شعوبها أو عن الدول الأخرى ولا عن المنظمات الدولية التي تعمل على مواجهة الجوائح الوبائية. وشدد على أنه، وعلى رغم أنه جرت العادة في الكثير من دول المنطقة على الانتظار إلى ما بعد حدوث الكارثة للتحرك أو الاكتفاء بردود الأفعال بدلاً من الاستعداد تحسباً لحدوث كارثة، فإن الوضع المتمثّل في احتمال تفشي مرض مثل أنفلونزا الطيور من إنسان إلى إنسان لا يحتمل المخاطرة أو التكاسل والتهاون. خطة وليس رد فعل في سياق متصل بتلك المناورة، أوضح الجزائري حينها أن سبل الاتصال والتواصل في حالة"الجائحة البشرية المفترضة، يجب أن تكون ضمن خطة معدة سلفاً". وأضاف:"إن القرارات التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح يجب أن تؤخذ بسرعة مناسبة، إذ تترتب عليها أفعال محددة عادة ما تنجز بمساعدة الشعوب التي تكون على درجة معقولة من الوعي والمعرفة بأبعاد الكارثة قبل حدوثها". ولأن الحديث عن كارثة كتلك يجب أن يكون واقعياً ومعترفاً بالأبعاد الإنسانية الكارثية، فقد تحدث الجزائري صراحة عن هذه الاحتمالات،"فالإجراءات المتشددة التي تتخذ في مثل هذه الأحوال تتراوح بين ارتداء أقنعة واقية، وتجنب السفر، ولكن قد تتخوف العامة من المستشفيات والوصمة التي تلتصق بالمرضى، واحتمال نشوب التظاهرات، وفقدان الثقة في الحكومات، والانخفاض الكبير في الاستهلاك، كلها احتمالات قائمة يجب أن يكون الجميع مستعداً لها". وواضح أن المقصود بالجميع في حال حدوث جائحة ليس الدولة التي حدثت فيها الجائحة، ولكن المقصود هو العالم، لأن الجائحة تعريفاً هي الوباء الذي ينتشر على مستوى عالمي. وبيّن أن"الجوائح والأمراض لا تحترم الحدود، والمشكلة الواقعة في بلد ما صداع في رأس الجميع، وفي الوقت الراهن يستحيل النظر إلى جائحة ما باعتبارها شأناً داخلياً أو حتى إقليمياً". وبالعودة الى المناورة عينها عن أنفلونزا الطيور، فمن المعلوم أن الخبراء حددوا مراحل انتشار الوباء في ست مراحل زمنية هي: نسبة خطر بسيطة على الأفراد، ثم ارتفاع خطر تعرض الأفراد للإصابة، ثم عدم حدوث أو حدوث غير مؤكد لانتقال الفيروس من إنسان لإنسان، ثم التأكد من انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان، ثم زيادة ملحوظة في انتقال الفيروس بين البشر، وأخيراً الجائحة العالمية. ولذا، أشارت الدكتورة ستيلا تشينغونغ، الخبيرة التي تعمل في المقر الرئيسي لپ"منظمة الصحة العالمية"إلى أن اندلاع جائحة بشرية بأنفلونزا الطيور يعني ضرورة إحتواء الوباء بأسرع السبل الممكنة. ويشمل هذا الاحتواء خطوات وإجراءات عدة، بينها الحجر الصحي والعزل واستخدام مضادات الفيروسات واللجوء إلى خطط الاتصال الخاصة بالأوقات الحرجة والطوارئ. وعلى رغم أن شرح الإجراءات في حد ذاته يبدو مفزعاً، فإنها إجراءات تأتي تحت مسمى"الشر الذي لا بد منه". فحتى في حال فشل محاولات الاحتواء، فإنها قد تنجح في كبح سرعة انتشار الجائحة، ومن ثم تقلل من عدد الوفيات عالمياً. ومن خلال رسم بياني عنوانه"الوقت: عامل حيوي"عرضت تشينغونغ الفترة الزمنية التي يستغرقها التحقق من تحوّر الفيروس وانتقاله فعلياً بين البشر. وتستغرق هذه الفترة بين 20 إلى 30 يوماً، وعندها يكون الوقت تأخر جداً لاحتواء الموقف. وعلى المستوى الاجتماعي، تتأثر المجتمعات بهذا الخطر بشكل جوهري إذ يتوقع فرض إجراءات الحجر الصحي على جماعات ومناطق بعينها، مع إغلاق المدارس والأسواق وأماكن العمل، وإيقاف حركة السفر، وإلغاء مناسبات عدّة، خصوصاً تلك التي تشهد تجمعات بشرية كبيرة. وعندها يغدو ضرورياً وضع خطط دقيقة لكيفية التصرف في موسم الحج. وعلى المستوى الفردي، هناك العديد من الخطوات التي ينبغي اتباعها مثل نشر الوعي الخاص بكيفية السعال مثل ارتداء الأقنعة، وكذلك التشديد على نظافة الأيدي باستمرار، وتطهير الأسطح بصفة مستمرة وغيرها. ونبهّت تشينغونغ إلى تفجر العديد من القضايا الأخلاقية في هذا الشأن، مثل التعدي على الحرية الشخصية في التنقل، وعدم تقاضي المواطنين لرواتبهم، وكذلك الحال بالنسبة للتعويضات المستحقة عن الخضوع الجبري للحجر والعزل الصحي وغيرها. وفي هذا الصدد، شدّد المستشار الإعلامي الإقليمي لپ"إمرو"الدكتور ابراهيم الكرداني على دور التعبئة الاجتماعية في مثل هذا الوضع الكارثي. ورأى ان مشكلة تفشي فيروس أنفلونزا الطيور"ستبقى معنا على الأرجح على المديين المتوسط والطويل، وهي حتماً ستغير حياتنا وأسلوبنا المعيشي ونظامنا الغذائي... هناك ضرورة حتمية لنغير علاقتنا مع الطيور... إنها ليست مشكلة صحية فقط". وبيّن أن نقطة البداية تتمثّل في تعبئة المواطنين وتوعيتهم من أجل الاستعداد للخطر المحتمل، وكذلك التعرف إلى سلوكياتهم من قرب وبواقعية. فلن يفيد مثلاً تجاهل واقع يشير إلى وجود ما لا يقل عن خمسة ملايين أسرة مصرية تعتمد في معيشتها على تربية الطيور الحيّة. ولفت كرداني إلى ضرورة التفكير في عدد من النقاط قبل توجيه الرسائل إلى المواطنين، فمثلاً يجب فهم وتحديد الجمهور المستهدف، وتوضيح نوعية الخطوات التي يمكن للمواطنين ان يتخذوها وقت الحاجة، مع إخضاع هذه الرسائل للاختبار للتأكد من فعاليتها واستمراريتها، مع ضرورة بناء الثقة مع المواطنين وإظهار الصدقية وكثير من التفهم لوضعهم الحرج. هل تواجه هذه الوقائع، التي صيغت خلال"مناورة افتراضية"الدول العربية في العام 2008، إذا انفلت فيروس"أتش5 آن1"مجدداً من معقله الآسيوي، وخصوصاً الصيني، وقد تحوّرت تركيبته الجينية لتصبح أكثر قدرة على الانتشار بين البشر؟ طرق للوقاية قبل إنجاز اللقاح الموعود مع تحدد الأخبار عن استمرار وباء"أنفلونزا الطيور"الذي يسبّبه فيروس"أتش 5 آن1"H5N1 في الانتشار عالمياً، عاد القلق في شأنه مجدداً. ويزيد في حدة القلق واكتشاف بؤر جديدة للفيروس في مناطق عدّة بما فيها الدول العربية، وتواتر الأخبار عن حدوث تغيرات في تركيبته بحيث بات أكثر قدرة على الإضرار بأجسام البشر. ولعل التغير الأحدث في تركيب فيروس"أتش 5 آن1"أنه بات يتكيّف مع الحرارة العالية نسبياً للحلق والحنجرة في الإنسان، والتي تفوق طبيعياً نظيرتها عند الطيور. ويعني ذلك أن انتقاله من الطيور الى الانسان أصبح أكثر سهولة. لكن انتقاله بين البشر أي من شخص الى آخر ما زال أمراً نادراً. والمعلوم أن الوقاية تمثّل أفضل السبل لمواجهة الأوبئة، بما فيها"أتش 5 آن1". وتعتمد الوقاية من أنفلونزا الطيور على الإجراءات العامة. ولعل الأبرز فيها هي الإجراءات التي تهدف الى الحد من انتشار الوباء بين الدواجن والطيور نفسها. وتجب وقاية البشر الذين يعملون في مجال الدواجن والطيور. وتتجه بقية إجراءات الوقاية صوب حماية الأفراد أنفسهم، وهي الأخيرة في سلسلة الوقاية. ويجدر تذكر النقاط الآتية بالنسبة الى الوقاية: يجب التذكير دوماً بأن لا لقاح يقي من أنفلونزا الطيور في حال إصابته البشر. ثمة شركات أميركية تبذل جهوداً منذ عام لصنع لقاح لفيروس"اتش 5 آن 1". ولم تتوصل الى صنعه بعد. وزيادة في الإيضاح، فإن لقاح الأنفلونزا الذي يتهافت عليه الجمهور عالمياً وعربياً، لا يعطي سوى مناعة جزئية ضد أنفلونزا البشر. والحال ان اللقاح يُصنع من الفيروس الذي أصاب الناس في السنة السابقة. ويعني ذلك ان ما ينتج في العام 2007، هو لقاح استخدم في صنعه فيروس الأنفلونزا الذي أصاب الناس في شتاء العام 2006 وربيعه. والمعلوم ان فيروس الأنفلونزا يغيّر من تركيبته قليلاً في كل عام. وتتمثل المشكلة الكبرى في ان فيروس"اتش 5 آن 1"، اذا انتقل الى البشر، فسيكون فيروساً جديداً كلياً، وبالتالي لا ينفع معه أي لقاح متوافر في الأسواق راهناً. ينتقل الفيروس بالاحتكاك اللصيق مع الدواجن المصابة، ما يحتم ارتداء ملابس واقية لمن يعمل في مزارع مُصابة او معرضة للإصابة. عند الإصابة، يمكن العلاج بواسطة دواءي "تاميفلو" و"ريلانزا". في حال إصابة البشر، لا يجب تصنيف كل إصابة أنفلونزا بأعراضها المعروفة مثل الحرارة والعطاس والوهن ووجع العضلات والدوخة والسعال واحتقان الحلق وغيرها على أنها إصابة بأنفلونزا الطيور. ليس كل طير واهن ومريض مصاباً بفيروس أنفلونزا الطيور. يجب إبلاغ السلطات الصحية عند الاشتباه لتأكيد الإصابة بالفيروس أو نفيها. يفضل علاج حالات الإصابة البشرية في المستشفيات أو البيوت، وإخلاؤها من العمل. ويُفضل ان يحتك بها اقل عدد ممكن من الأشخاص. تعتبر الأيدي الملامسة من أهم وسائل انتقال فيروس الانفلونزا في شكل عام. وفي حال الوباء، يستحسن تشديد إجراءات النظافة، وخصوصاً تكرار غسل الأيدي.