يتذكر الجميع المقولة الشهيرة لخادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله عندما قال «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال».. هذه الكلمات تلقاها المواطنون كالغيث برداً وسلاماً على قلوبهم، مستشرفين مستقبلاً واعداً يبعدهم عن زوايا التطرف المقيت وعبث الانحلال البائس. وما زاد المواطن طمأنينة أكثر تلك الرسائل المتكررة من سمو ولي العهد في أكثر من مناسبة، بأن الوسطية هي شعار المرحلة، ولا تراجع عن محاربة كل ما يقف عائقاً أمام التنمية ومسيرة رؤية الإصلاح المنشودة. إلا أن هناك شريحة بسيطة من المجتمع لم تستوعب تلك الرسائل، وظنت بقصور فهمها أن الأبواب مشرعة لبث سمومهم الفكرية المضادة، من انحلال خلقي بعيد عن كل الأعراف والعادات والتقاليد الحميدة التي تفخر بها القيادة قبل المواطن، وظلت طيلة العقود الماضية سمة لهذا الشعب الكريم يتميز بها عن سائر شعوب العالم. فمن يا ترى يقف خلف تلك المخالفات الصريحة لكافة لوائح وأنظمة الدولة، سواء كانت تلك الأخطاء فردية أم منظمة، ولماذا الاستمراء وتكرار تلك المخالفات بتنوع أساليبها ومصادرها. إن جميع المواطنين هم خلف القيادة في جميع القرارات والتشريعات التي تصب في صالحهم، فهي لم تصدر إلا بعد دراسة مستفيضة ملبية لحاجات المواطنين على كافة الأصعدة، وثقتهم اليوم كبيرة بأن تعالج كل تلك المنزلقات الخطيرة والتي لا تقل آثارها التدميرية لأخلاق مجتمعنا عن تلك الأفكار المتطرفة ومآلاتها. فبعد أن قُيد التطرف وكل مشتبه به تفلَّت في الساحة كل ذي عقال منحل، وكأن الضد هو الحابس والمانع لشرورهم، مع إدراكنا بأن مصير تلك الكرة الساقطة هو الاستقرار والثبات في دائرة الاعتدال ولن يقبل المجتمع خياراً بديلاً عنه، وسيلفظ كل ما هو دخيل عليه. وخلاصة القول إن الوسطية هي السبيل الأوحد الذي يستقيم به المجتمع، وهو ما صرحت به القيادة وباركه الشعب، وبدونه سيظل القلق والتوتر جاثماً على قلب كل غيور على بلاده وفلذات أكباده، وكلنا أمل في تصويب البوصلة نحو مستقبل واعد لا نرى فيه عوجاً ولا أمتًا.