أعشق الحروف وأنحاز جداً إلى كل الذين يكتبون بحب ويتعاملون مع الضاد بروح أنثى فاتنة وناعمة تتقن جداً إغراء الجُمل وإيحاءاتها، وكل ما يقترب من دهشة اللغة العربية المسكونة بألف الكبرياء ولام اللؤلؤ، وهنا يكون الفرق بين من يكتب بروح صخرة جافة وآخر يكتب بيمين معطرة بياء الياسمين، وفاء الفل، ونون النرجس. ولأن للعشق قصة ها أنذا أكتب وفي قلبي عالم ضخم يحاصرني حين أمسك بالقلم الذي يقتلني قبل النهاية بقليل. والحقيقة التي أتمنى أن أقولها للجميع أن حكاية الكتابة ليست كما يراها البعض بعيونهم الصغيرة التي لا ترى سوى بعض الجُمل البليدة وأشياء كلها مكررة لا قيمة لها ولا يحزنون وكأنهم لا يعرفون أن الحروف هي أزهار حدائق ترقص فوق أتلام السطور وكأنها أحصنة من قرنفل، والعذر من كل القراء اليوم إن كنت خرجت عن المسار الذي اعتادوه مني وهو الكتابة عن همومهم، وهذا حقهم، ذلك لأن هذه الهمزة هي همزتهم وهي وصلهم وصلتهم بين تعبهم وآهاتهم والمسئول الذي أكتب له عن كل ما يقلقهم، لكني والله تعبت من كثرة ما تصلني من الرسائل الموجعة فقررت الخروج ولو مؤقتاً، والعذر كل العذر على هذا الهروب المؤقت إلى بيت مسكون بتعاريج اللغة وأنفاس الزنجبيل. الكتابة يا سادتي هي ملح الحياة والقارئ المذهل هو من يقرأ الجُمل بروح عاشق تنسى كل الهفوات وتتذكر جمال اللغة وركض الخيول المنتقاة بعناية، والحياة كلها بفرحها وحزنها ليست سوى حروف يتقاسمها المحبون والعاشقون والمحزونون معاً حتى تصبح الجُمل هي القاسم المشترك بين كل المبدعين. والشكر كل الشكر لكل الذين أبدعوا شعراً ونثراً وكتبوا وهم يؤمنون أن الحبر حياة والحروف حب والوجود جُمَل تغنِّي للإنسان الذي هو مخ الكون الذي به تكبر الآمال وبدونه يموت كل شيء. والقراءة هي المفتاح الأول الذي يؤدي بك إلى تلقائية الكتابة، وكثيرون هم عشاق الحروف، أولئك الرائعون حقاً والذين أجدهم معي في عالم الكتابة يحبون ما أكتبه وكل ما يلامس قلوبهم ويشاركونني ببعض مداخلاتهم الأنيقة، ومثل هؤلاء هم والله عندي الوردُ وكل كلمات الحب وعطر الحقول. (خاتمة الهمزة).. كل التحية للعيون التي تقرأ قبل أن تبدأ مشروع الكتابة وكل التقدير والحب للشعراء والقراء وعشاق الحروف المزهرة.. وهي خاتمتي ودمتم.