ولا أجمل عندي من أن ألتقي بضدي الذي أعشقه وأحبه، ذلك لأنه يجعلني أجد وأكتشف نفسي التي تقبل النقد من كل أحد وخاصة من أولئك الذين ينتقدونني بشرف ويكتبون وهم يؤمنون أن الاختلاف في الرأي (لا) يفسد الود بل ينمِّيه ويبنيه. وبكل أمانة أقولها إنني مدين لكثير من الشرفاء والنبلاء الذين يكتبون بشرف (لا) مكان فيه للحقد و(لا) للحسد و(لا) للمرض ذلك لأن أرواحهم بيضاء وعقولهم ثقيلة، وهم بعكس أولئك الغارقين في الجهل الذين (لا) يختلفون عن «إسفنجة» فارغة من كل شيء إلا من بقايا الطحالب العفنة. وفي حياة كل كاتب خيبة (ما) وهزيمة (أخرى) تلاحقه خاصة حين يجد نفسه محاطاً بيد تكتب بخسة في محاولة أن تشل اليد الأخرى التي ترسم الحياة للآخرين. وأقولها: نعم أنا أكتب للإنسان وأدفع بروحي تجاه الفرح الذي أتمناه أن يكون مدناً مملوءة بالسعادة والنعيم، نعم أكتب لأستعيد كل ما يستحق أن أطبعه للقارئ النظيف ليبقى الحرف يركض كأحصنة من قرنفل ويمضي تجاه أحلام قرائي وهمومهم التي تهمني جداً، لأنهم هم (أنا) وأنا (هم) وعلاقتنا هي علاقة حب ثنائي عنيف لأبقى أنا ويبقى صوتي ممدوداً حتى تصبح الكتابة ملكي دون غيري، وهو حلم ليس فيه سوى أمل تلميذ صغير همه أن يصل إلى كل أهدافه بهدوء دون أن يكره أحداً أو يستفزه هابطٌ ليس في ذمته شيء سوى المرض الذي صنع منه مارداً كريهاً يحمل سكاكين الموت ودمار الخناجر التي تقتله (هو) وتمزق روحه وأوصاله. أقولها نعم أكتب وكلي يبتسم لقارئاتي وقرائي الكرام الذين يدفعونني إلى نمط كتابة مختلفة ومفرحة وحياة مسكونة بالنجاحات (لا) بهاجس الفشل، وهم والله أقمار حياتي التي بدونها تصبح الحياة سوداء كتلك الوجوه الكالحة والأرواح الغارقة في تفاصيلَ بعضُها أقبحُ من كلِّها، والحقيقة أن قرائي (هم) مكاسبي التي أحسبها أنا بمقاييس بعيدة كل البعد عن كل الحسابات المادية، تلك الحسابات الغارقة بين أمواج وأرقام ودفاتر الربح والخسارة. وقبل الختام أقول شكراً لكل عين قرأت من كلماتي حرفاً واحداً والوعد في أن أكون معهم إلى الأبد ويكون قلمي هو صوت من (لا) صوت (له)، وهنا يكون الوعد الأكيد المحمَّل بباقات الود والورد والفل وأزهار الأوركيد. (خاتمة الهمزة)... قال نزار: «يعانق الشرق أشعاري ويلعنها..فألف شكر لمن أطرى ومن لعنا»... وهي خاتمتي ودمتم.