كنتُ أُناديك بأجمل اسم تُحبُّه «أبو بدر»، وكنتُ أُمازحُكَ رغمَ أنفِ مزاجك الحاد، وكنتُ أعترفُ لك بأنَّك القلمُ والصوتُ الوطنيُّ الشهمُ، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم؛ لأنَّه كان يؤمن بأنَّ الصدقَ حياةٌ، والوطنَ حياةٌ، والشهامةَ والرجولةَ حياةٌ، والإنسانيَّة هي ملحُ ما فيك، لكلِّ من يعرفك، كانت الزمالةُ معك بالنسبة لي روعةً وصفاءً، ولقاءاتٍ ذكيَّةً جدًّا؛ لأنَّها قط ما كانت سوى حُبّ وطن نُريده يتقدَّم ويتطوَّر من خلال الأقلام الصادقة والأرواح النبيلة، وأعترفُ لكم -قرائي- اليوم أنَّ «ثامر الميمان»؛ هو أوَّل مَن قدَّمني للكتابة، وأوَّل مَن آزرني، وأوَّل مَن قال لي تقدَّم للألم والتعب والقلم، نعم هو «ثامر» النبيل، المملوء بالإنسانيَّة، والحبِّ للإنسان الضعيف، الذي كان يكتب له، ويُناضل من أجله في شعره، وفي زاويته الحادَّة الجادَّة «رزقي على الله»..!! مات أجملُ مَن كتبَ ورسمَ أحصنةً على الورق، ليحيا حرفُه بعده في صدور المهمومين، ورزقهم على الله، الذي أنتَ اليوم ضيفه الكريم، وهو أكرمُ الأكرمين، الذي أسأله بأنْ يعطفَ عليك، ويحييك برحمته، ويرزقك حياةً وجنانًا في ملكوته، والعذر منك أيُّها الراحل إنْ كنتُ في يوم أزعجتك، والله يعلم كيف كنتُ أُحبُّك، وكل أصدقائك يُحبُّونك أكثر ممَّا تتوقَّع، وكلّ مكان كتبت فيه هو يشهد لك بأنَّك كنتَ أشجعَ مَن كَتَب، وأرقَّ مَن أعطى وقته وروحه وحياته للبسطاء، والحزن قدر! والموت حق! والحياة تنتهي بالموت!! (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون)..!! (خاتمة الهمزة).. أُعزِّي وطني فيك، ولزوجتك العظيمة منِّي تحية وعزاء، ولبناتك، وأبنائك الذين شاهدتهم وهم يحملون صفاتك البيض، وعلى وجوههم الدموع، ولوعة الفراق، حُبِّي وعزائي ودعواتي بأن يحفظهم الله، ويُعوِّضهم بفقدهم صبرًا وأجرًا، ويُعوِّضك بفراقهم أجمل ما عند الله يا صديقي الجميل، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.. وهي خاتمتي ودمتم.