تعددت الروايات حول مسببات فيروس كورونا الصيني حسبما تردد في الصحف والمجلات والإذاعات والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي وبشكل تتعارض فيه الأسباب المعلنة مع بعضها البعض.. حيث إن بعض التقارير الإعلامية تقول إن فيروس كورونا ووهان هو فيروس خفيف ولطيف مثله مثل الإنفلونزا التي يصاب بها معظمنا كل عام، بينما قالت تقارير أخرى أن فيروس كورونا ووهان هو فيروس قاتل لم يتم العثور على علاج له.. وتراوحت التقديرات حول مدة بقاء هذا الضيف الثقيل على العالم بين بضعة أسابيع وسنين عديدة. وبينما تتواصل الأنباء والإشاعات المتضاربة فإن سقوط العديد من الضحايا بإصابات متنوعة الشدة من المرض يتواصل، ويستمر الصينيون في احتجاز عشرات الملايين من مواطنيهم داخل مدن تحولت الى مستشفى كبير وسجن تم عبره فرض عزلة إلزامية على الجميع بحجة حجر صحي ضروري وفي الوقت نفسه فرض حجر صحي على سفن سياح في اليابان وأوربا وغيرها خوفاً من انتشار المرض، وتم منع السفر الى مناطق عدة داخل وخارج الصين بعد أن اتسعت رقعة الإصابات الى ما يزيد عن 20 بلداً في مختلف أنحاء العالم. وتنتشر نظريات المؤامرة، المتعلقة بهذا الفيروس، بشكل أسرع من انتشار فيروس كورونا ووهان نفسه (طلبت الصين عدم ربط اسم الفيروس بووهان أو الصين)، وبينما تنتشر نظريات خاصة في أميركا تربط ظهور الفيروس وانتشاره بعادات أكل بعض الحشرات والحيوانات في بعض المناطق الصينية فإن هناك نظريات خطيرة تتناقلها بعض وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام. إذ نقلت صحيفة الواشنطن تايمز الأميركية عن ضابط استخبارات إسرائيلي سابق، اسمه داني شوهام، تقول إن له خبرة في الحرب البيولوجية، بأن هناك احتمالاً بأن مختبراً عسكرياً يديره معهد ووهان لدراسة الفيروسات قام بأبحاث لفيروس الكورونا وبالتالي فإنه يكون مصدر الفيروس، حيث من المتوقع أن الأبحاث التي تمت هناك كانت لتطوير أسلحة بيولوجية.. وفي مقال نشرته صحيفة كندية، تورنتو صن، عبرت كاتبة المقال، كانديس مالكولم، عن استغرابها بسبب عدم تساؤل وسائل الإعلام عن مصدر هذا الفيروس القاتل؟ وما إذا كان مرتبطاً ببرنامج الصين للحرب البيولوجيه؟.. وذهب موقع إلكتروني هندي أبعد من ذلك بالقول إن باحثين كنديين باعوا الفيروس للصين عام 2018 للقيام بأبحاث في هذا المجال. الباحثون والإعلاميون الجادون يقولون إن فيروس كورونا ووهان ليس سلاحاً جرثومياً، وأن ليس وراءه أي حرب بيولوجية، إذ لا يعقل أن تقوم دولة بمثل هذا العمل لأنه من السهل اكتشاف تورطها، إذا كانت تقف وراء ذلك، ومن السهولة أيضاً أن يتم الانتقام منها بسلاح بيولوجي قد يكون أسوأ مما قامت به.. لذا يبقى احتمال سلاح بيولوجي صيني يجري تطويره وتسرب الفيروس منه أمراً وارداً وإن كان مستبعداً وكذلك الأمر فيما يتعلق بالعدوان الأجنبي. إلا أن الخط الذي وقع هنا كان بعدم مسارعة السلطات الصحية الصينية إلى علاج المصابين أو المشتبه بإصابتهم حالما علموا بالأمر، ورفع الأمر إلى الأجهزة الأمنية التي فاقمت الوضع لعدم فهمها لما يحصل وسعت لحلها بطريقتها الأمنية فقط، وهو أمر يجدر بالسلطات الصينية معالجته حتى لا تتكرر المأساة القائمة. ومن الآن وحتى الوصول إلى علاج للفيروس القاتل، فإن على السلطة في الصين وخارج الصين أن تستوعب درس ووهان وتتخذ الخطوات المناسبة لعدم تكرار الأخطاء هناك. وأولها عدم اعتبار كل قضية تهديداً لأمن البلاد، وإتاحة الفرصة لدراسة القضايا بصدور رحبة، وثانيها أن القضايا الصحية خاصة الأمراض المعدية بحاجة إلى معالجة سريعة ورفعها عند اكتشافها إلى أعلى سلطة في البلاد حتى يتم إحتواؤها سريعاً. فيروس كورونا ووهان سيختفى إن عاجلاً أو آجلاً، والمهم أن تتخذ السلطات الصحية في بلادنا من الآن، إجراءات تحد من تسلل الفيروس الى البلاد وتحدد مناطق عزل صحي، وأن لا تخشى الإفصاح عن الإصابات والحالات متى وقعت كإجراء تحذيري ولصد الإشاعات التي يمكن أن تضلل الناس حول هذا الأمر.