استعرضت ورقة في ملتقى قراءة النص بجدة التجريب الإبداعي في الكتابة الذاتية النسائية السعودية، وتساءلت الباحثة الدكتورة أمل التميمي في ورقتها «تحولات السيرة في الأدب السعودي من الأشكال التقليدية إلى الدراما العالمية» التي قدمتها في ثاني جلسات ملتقى قراءة النص بجدة أمس: هل طرأت تحولات على السيرة في الأدب السعودي؟ كما ناقشت مسألة التجريب الإبداعي لأشكال جديدة للكتابة عن الذات ظهرت عند المرأة السعودية لا تدخل تحت مسمى السيرة الذاتية ولكنها تُعدُّ من الأدب الذاتي مثل النشر المشترك ليوميات نساء سعوديات، مبدية ملاحظة أن هناك تحولاً واضحاً في تقديم السير السعودية بالشكل الدرامي، في المحافل الرسمية والقنوات التلفزيونية والمنصات الإعلامية رجلا كان أو امرأة بطريقة تختلف عن الطريقة المعتادة التقليدية وكانت أولى جلسات الملتقى في دورته ال 16 قد انطلقت صباح أمس بتنظيم من النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، بفندق الدار البيضاء جراند - قاعة الإليزيه. وأدار الجلسة الدكتور صالح المحمود، وشارك فيها الدكتور مرزوق بن تنباك، بورقة عن «مفهوم الهوية الوطنية»، أشار في ثناياها إلى أن العصر الحديث بدأ بالهوية الوطنية، مركزًا على مفهوم المواطنة والهوية الوطنية عند النخبة السعودية خاصة ودلالتها ومدى الوعي بحقوقها وواجباتها بعد التوحيد السياسي للمملكة. وسعى الدكتور صالح العمري، في ورقته «الهوية المتخيلة: البداوة لدى الشعراء الشباب في المملكة العربية السعودية»، إلى الكشف عن المكونات الخفية للهوية البدوية والصور الكامنة للذات والآخر التي يستحضرها الشعراء الشباب في دواوينهم وقصائدهم. ومدى الواقعية والوهم في هذه الصور. كما أثارت الورقة السؤال حول دور الهوية الصغرى (البداوة) في ظل الوطن كهوية كبرى تختضن وتشمل الجميع. «الفصام» والعلوم البينية وتناول الدكتور محمد الشنطي في ورقة «الرواية السعودية والعلوم البينية: رواية (فصام) للدكتور إبراهيم الخضير أنموذجاً»، موضوع استثمار الرواية السعودية لبعض العلوم البينية رؤية وتشكيلا، مشيرًا إلى أن اختياره لرواية «فصام» جاء لكون مؤلفها الخضير استشاري في الطب النفسي، وكان لذلك أثر في الرؤية والبنية السردية. وفي بحثه الموسوم «ملامح الهوية الوطنية في الشعر السعودي» يتخذ الباحث الدكتور ياسر أحمد مرزوق، أستاذ الأدب والنقد المساعد بقسم اللغة العربية بجامعة تبوك، من ديوان «وطني عشقتك»، للشاعر مُسلّم بن فريج العطوي، نموذجًا لإثبات فرضياته، حيث يشير إلى أن مفهوم الهوية انتشر وغطى مجمل العلوم الإنسانية؛ بل وفرض نفسه على العديد من العلوم، مشيرًا إلى أن ديوان «وطني عشقتك» واحد من تلك الدواوين الذي ركز فيه الشاعر على الوطن وحبه. هروب من القارئ كما شارك في الجلسة أيضًا الدكتور محمد سيد علي عبدالعال، أستاذ الأدب العربي المشارك بجامعة جازان، بورقة تناولت «دوائر الانتماء وتقاطبات الهوية في الخطاب الروائي السعوديّ»، أشار فيها إلى ظهور أنماط للشخصيات الروائية السعودية في القرن الماضي، لا تحمل خصوصية الهوية وملامحها المحددة المتمايزة؛ مرتئيًا في ذلك «هروبًا من سلطة القارئ، الذي تكتنفه سياقات ثقافية تؤطره، وتشكل ذائقته. وفي ورقته المعنونة ب»ملامح الهوية في الشعر السعودي - ديوان (حزميّات) أنموذجًا»، يذهب الدكتور أحمد الهلالي، الأستاذ بجامعة الطائف، لبحث موضوع الهوية في الشعر السعودي، بجميع ملامحها الممكنة في عينة الدراسة في ديوان (حزميّات - ترانيم من وحي عاصفة الحزم)، مقدمًا تعريفًا بموضوع الهوية، وموضوع الوطن، ثم مفهوم (الهوية الوطنية). واختار الدكتور عمر بن عبدالعزيز المحمود حقل القصة مسرحًا لبحثه، مقدمًا ورقة بعنوان «تلقي القصة السعودية عند النقاد العرب: مقاربة بكري شيخ أمين أنموذجًا»، مبينًا أن من النقاد العرب الذين قاربوا الإنتاج الأدبي السعودي بأجناسه المتنوعة الدكتور بكري شيخ أمين في كتابه (الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية) الذي لاحظ في ذلك الوقت المبكر إهمال الدراسات النقدية للأدب السعودي. حضور عربي وعالمي وشهدت الجلسة الثانية، تحت إدارة الدكتور حسن النعمي، مشاركة الدكتور حسن حجاب الحازمي بورقة حملت عنوان «الرؤية السردية في رواية (ما تبقى من أوراق محمد الوطبان) لعبة الشكل وتمويه المعنى»؛ حيث قدمت الورقة مقاربة لرواية الكاتب السعودي محمد الرطيان. وتحدثت الدكتورة بسمة عروس عن سردية عبده خال بين التمثيل الواقعي والانزياح وهي دراسة في التحولات والأشكال. وفي ورقتها الموسومة ب»تحولات الأدب السعودي وإشكالية التحقيب»، تضع الباحثة الدكتورة لمياء باعشن، هدفًا رئيسًا يتمثل في محاولة رصد الكتل الزمنية المكونة للأدب السعودي، وفحص الآلية المستخدمة في تقسيم فتراته المتتالية. ولم يفوِّت الدكتور ماجد الزهراني فرصة حضور رواية «موت صغير» للروائي السعودي موسى العلوي، وحصولها على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) لعام 2017م، ليجعلها هدفًا لورقته الموسومة ب»(موت صغير) في الوعي العربي.. ألق الانتشار وأفق الانتظار»، لقياس مدى الاهتمام بالرواية السعودية، حيث يقرر الزهراني أن الرواية السعودية المعاصرة احتلت مكانة مرموقة على المستويين العربي والعالمي. الغذامي في «تويتر» وفي ورقته بعنوان «ناقد النص والمنصة: الغذامي وثقافة تويتر» يذهب الدكتور عادل خميس إلى القول: إن الناقد والمفكر عبدالله الغذامي أحد الذين تنبهوا للتغييرات التي جلبها عصر ما بعد الحداثة، ونبهوا على ضرورة أخذ التحولات القادمة بجدية ومسؤولية. ومنذ تحوله إلى مشروعه في النقد الثقافي بداية الألفية الثالثة، وهو يحاول ممارسة ما عزم عليه، متعاملاً مع الظواهر الثقافية المختلفة بوصفها نصوصاً لها أبعادها وسياقاتها الخاصة. مضيفًا: تمثل منصة تويتر واحدة من أبرز محطات الغذامي في العقد الأخير؛ فقد انضم الغذامي إلى قوافل المغردين على موقع تويتر في شهر سبتمبر من العام 2011 م. وتناولت الباحثة مشاعل الشريف، موضوع «تحولات القضايا السردية في الرواية النسائية السعودية: قضايا المرأة في روايات أميمة الخميس أنموذجًا».