ضمت رؤية 2030 كأحد الأهداف تعزيز ثقافة وتطوير مجال العمل التطوعي، ورفع نسبة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030.. وباعتبار أن التطوع وسيلة هامة تحقق أهدافًا مختلفة تتكامل وتتقاطع، ففي اتجاه يتم نشر ثقافة الخير وتحمل المسؤولية كمواطن وفي اتجاه ثانٍ يتم تحقيق رفع الكفاءة من خلال الخبرة التي تتحقق للشخص كتطوع نوعي، وفي اتجاه ثالث ما يترتب على ذلك من تحقيق وفر اقتصادي لمؤسسات الدولة بحيث يعطي فرصة لتوجيه الإنفاق لأوجه صرف أخرى بضخ أعداد من المتطوعين في أعمال كان يتم الصرف عليها بمخصصات مرتفعة مقابل التوظيف. وهنا يقودنا إلى الحديث عن العمل التطوعي في قطاع خدمات الحج والعمرة والذي تعمل وزارة الحج والعمرة على دعمه من خلال برنامج (كن عونًا) والذي يتيح لمن يرغب التطوع في مجالات مختلفة معلنة على الموقع الإلكتروني للوزارة التسجيل. وإذا ما ناقشنا العمل التطوعي في قطاع خدمات الحج والعمرة نجد أن بيئة الحج محفزة للتطوع في ذاتها، والتقرب إلى الله بزكاة النعم، الصحة والعلم والعمل.. كما أن اتجاه الرؤية الى أن يزيد عدد الحجاج إلى 4 ملايين حاج و30 مليون معتمر حتى عام 2030 يعني أن هناك متطلبا وإمكانية لضخ أعداد كبيرة سواء على صعيد التطوع العام أو التطوع النوعي، فالحج مجالات التطوع فيه واسعة سواء في استقبال وتوديع الحجاج أو تنظيمهم أو الخدمات المتعلقة بالنقل، إسكان، إعاشة، رعاية صحية.. وفي كل ذلك يظهر أهمية التطوع لأهم شخص يعتبر قاسما مشتركا بين جميع الخبرات وهم الذين يملكون لغات ولهجات إلى من يعرفون لغة الإشارة باعتبار أن الحجاج يأتون من أصقاع الأرض من لغات مختلفة. وهذا يجعل من الهام تحفيز العمل التطوعي بوسائل مختلفة حتى تنتشر ثقافة التطوع وأنه في نفس الوقت الذي يلقى فيه المتطوع الثواب من الله تقوم مؤسسات الدولة بتنمية المواطن المسؤول وزيادة قدراته باعتماد ساعات تطوعه كساعات خبرة، ومتطلب قبول في الجامعات والعمل، واعتمادها كأداة مفاضلة، أو وسيلة للحصول على تخفيضات أو تسهيلات اذا ما أبرز الشخص بطاقة تثبت أن لديه ساعات تطوعية، وتكريم المتطوعين في المحافل ووسائل الإعلام لدعم عملهم وتحفيزهم ليستقر في أنفسهم أن التطوع عمل له كل التقدير.