غاية الحياة هي العبادة، وفي صميم هذه الغاية نفقد أنفسنا بين القلق والتشويش الذهني وضجيج الحياة.. حينها نحتاج اللجوء للحظات من العزلة والاختلاء بالنفس والابتعاد عن كل شيء.. (انقطاع إلى رب العالمين فقط).. نركن للسكون، نأخذ نفساً عميقاً، نلقي بأجسادنا المنهكة على ركام الغيوم، حتى تسكن جميع حواسنا، لنعود لذواتنا.. نمزق الحُجب التي تحول بيننا وبين النور، نعيد لأرواحنا حفيفها المغتصب، ولقلوبنا نقاءها الآفل.. نستمتع لمردود العزلة الفعال، نرحم عقولنا، نتخلص من الأشياء التي لا فائدة منها، نُصفي العلاقات المزعجة.. نرتقي بالعزلة لتعزلنا عن مشاعرنا السيئة وتجدد فينا الإيجابية لنبدأ حياتنا من جديد.. نمارس طقوسنا، هواياتنا الخاصة، نستمتع بقهوتنا، وأغنيتنا المفضلة، نوازن بين عالمنا الداخلي وصخب الحياة من حولنا.. رغماً عن كل شيء نحن جديرون بالسعادة، مستحقون للطمأنينة، خُلقنا أحراراً بلا قيود، لنسمو بأنفسنا عن كل ألم ونحلق في أفق السعادة.. ممتنين لكل ماهو جميل، مكتفين بأنفسنا، وحتى في الوحدة نحن في أمان، لا نطلب العون إلا من الله.. لسنا لأحد.. إنا لله فقط وإنا إليه راجعون.. ** خاتمة: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء، تسعة منها في اعتزال الناس وواحد في الصمت».