تواصلت مظاهرات الطلاب والمواطنين الإيرانيين أمس ولليوم الرابع على التوالي في طهران وأصفهان ومشهد والأهواز وشادكان وكرمانشاه وسنندج وكرج وساري وبابل وآمل وسمنان وشاهرود وتبريز وقزوين وزنجان وشيراز وأرومية وجرجان وأراك منادية باسقاط نظام الملالي. وهتف الطلاب في جامعة «ملي» المسماة ب «بهشتي» «الموت للظالم سواء أكان الشاه أم زعيم» و»قوات الحرس، آلة قتل الشعب». كما ردّد طلاب جامعة العلامة طباطبايي في طهران هتافات لليوم الثاني على التوالي تطالب بإسقاط نظام الملالي. واستمرت المظاهرات الليلة قبل الماضية حتى ساعات متأخرة في مختلف الجامعات. وهاجمت القوات القمعية المتظاهرين في طهران والعديد من المدن بالهراوات والغاز المسيل للدموع وأطلقت النار عليهم وأصابت العديد منهم بجروح واعتقلت أعدادا كبيرة منهم. يأتي هذا فيما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، أمس، أن السلطات اعتقلت أشخاصا لدورهم في حادث الطائرة الأوكرانية التي قالت طهران إن صاروخا إيرانيا أسقطها بطريق الخطأ. وقال إسماعيل: «أجريت تحقيقات واسعة النطاق واعتقل بعض الأشخاص»، لكنه لم يعلن عدد المعتقلين أو هوياتهم. كما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء عن إسماعيلي تأكيده «اعتقال نحو 30 شخصا في احتجاجات تتعلق بتحطم الطائرة». جاءت هذه التصريحات بعدما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة بثها التلفزيون، أمس، أنه ستتم معاقبة المسؤولين عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، الأربعاء الماضي، والتي راح ضحيتها 176 راكباً. وقال روحاني: «بالنسبة لشعبنا، من المهم جدا بخصوص هذا الحادث أن يحال أي شخص كان على خطأ أو ارتكب إهمالا على أي مستوى» إلى القضاء، مضيفا «كل الذين يجب أن يعاقبوا، سيعاقبون». واعتبر روحاني أن الحكومة الإيرانية «مسؤولة أمام الإيرانيين والدول التي فقدت رعاياها» في حادث الطائرة الأوكرانية.وشدد الرئيس الإيراني على أن «حادث الطائرة كان مأساويا ويجب التحقيق فيه بعناية»، مضيفاً أن «حادث الطائرة الأوكرانية خطأ لا يغتفر». ورأى روحاني أن «اعتراف القادة العسكريين بالخطأ خطوة أولى جيدة»، مشدداً على أنه «لا يمكن تحميل شخص واحد المسؤولية عن حادث الطائرة».كما دعا روحاني إلى إنشاء محكمة خاصة للتحقيق في الحادثة، قائلاً: «يجب أن يشكل القضاء محكمة خاصة تضم قاضيا بارزا وعشرات الخبراء. هذه ليست قضية عادية. سيراقب العالم بأسره هذه المحكمة». وتابع روحاني: «يجب أن نطمئن الناس إلى أن ذلك لن يتكرر». فنانو إيران يقاطعون المهرجانات الحكومية أطلق عدد من صانعي الأفلام والفنانين والموسيقيين الإيرانيين حملة مقاطعة لمهرجان «فجر» السينمائي الدولي الذي ترعاه الدولة، تضامناً مع موجة الاحتجاجات الجديدة خلال الأيام الماضية ضد قيام الحرس الثوري بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ. في الوقت نفسه، أعلن العديد من مقدمي البرامج التلفزيونية والإذاعية الحكومية عن إنهاء عملهم احتجاجاً على إسقاط طائرة ركاب مدنية التي أودت بحياة 176 شخصاً وحملة التضليل التي مارستها وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة لحرف الأنظار عن مسؤولية الحرس الثوري.وقبل أسابيع قليلة من انطلاق مهرجان الفجر، سحب العشرات من الفنانين المسرحيين مسرحياتهم، وكذلك مخرجون طلبوا وقف عرض أفلامهم لدى المهرجان الذي يعرض أفضل الأفلام الإيرانية والمسرحيات والموسيقى وأشكال الفن الأخرى كل عام في فبراير للاحتفال بالذكرى السنوية لانتصار الثورة. وهناك قائمة من 16 مسرحية قرر مخرجوها وفنانونها الذين يعتبرون من المشاهير والنجوم الانسحاب من المهرجان. كما أوقف العديد من الفنانين المسرحيين، بمن فيهم قطب الدين صادقي ومهدي كوشكي، عروضهم وقالوا إنهم لن يشاركوا في مهرجان المسرح في فبراير.