عاد «مهرجان المناطيد» في موسم شتاء طنطورة لهذا العام ليزين سماء العلا ب100 منطاد هوائي على مدار عشرة أيام متتالية بدأت في الثاني من يناير وتنتهي اليوم السبت، وخلال المهرجان يستطيع زوار شتاء طنطورة التعرف على معالم العلا والاستمتاع بطبيعتها الخلابة، وقد تزينت سماء العلا خلال فترة المهرجان بمجموعة متنوعة من المناطيد زاهية الألوان تضفي المزيد من الروعة على أفق العلا وعلى التشكيلات الصخرية هناك، ويستقطب المهرجان الجماهير للعام الثاني على التوالي ويستهوي جميع الفئات العمرية. ويعدّ «مهرجان المناطيد»، جزءًا من فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة» الذي يقام في محافظة العلا ويتضمن فعاليات تراثية وثقافية وفنية مستوحاة من تراث المحافظة التي تعتبر موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية وملتقى العديد من الحضارات على مر العصور، كما ينظّم المهرجان خلال كل عطلة نهاية أسبوع فعاليات فنية يحييها فنانون عرب وعالميون ممّن تركوا بصمتهم في مجال الفنّ عربيًا وعالميًا. «المدينة» رصدت فعالية مهرجان المناطيد وكانت جزءًا من التجربة داخل المنطاد التي شهدتها منطقة العلا وتحتشد الجماهير لمشاهدة مجموعات من المناطيد الزاهية الألوان وهي تحلّق في السماء. طول المنطاد يتراوح طول المنطاد الواحد بين 15 إلى 25 مترًا، وعند الانطلاق تصعد جميعها معًا في هواء الصباح المنعش، ثم تنساب مع النسيم فوق صخور العلا التاريخية، وفي خلفية هذا المنظر، يظهر تاريخ الحضارات على سفوح جبال العلا التي تعود إلى آلاف السنين لتضفي على المشهد سحرًا وجمالاً يتعدى حدود الخيال. ضخ الهواء الساخن وتعمل المناطيد من خلال ضخ الهواء الساخن عبر فوهتها باستخدام مشعل البروبان، ويُصنع غلاف المنطاد من قماش اصطناعي مغطى بطبقات متعددة من اليوريتان لتخفيف كمية تسرب الهواء، وتتعلق بالمنطاد سلة كبيرة تحمل الملّاح والركاب، ويتم نفخ المنطاد على مرحلتين، تبدأ بضخ الهواء البارد إلى داخله بعد بسطه أفقيًا على الأرض بواسطة مروحة كبيرة، ومن ثم يستخدم مشعل البروبان لضخ الهواء الساخن في الغلاف المنتفخ جزئيًا، والذي يعمل بدوره على رفع المنطاد إلى الوضعية العمودية، ليصبح جاهزًا للانطلاق، ويتحكم الملاح في علو المنطاد من خلال ضخ المزيد من الهواء الساخن فيه أو تركه ليبرد وفتح فوهة في أعلى المنطاد ليخرج الهواء الساخن منها في حال الرغبة بالهبوط، ويحمل المنطاد ما يكفي من البروبان ليبقى محلقا بضع ساعات على ارتفاع لا يزيد عن 600 متر عادة، ولا يمكن التحكم في الاتجاه الذي يسلكه المنطاد فهو ينساب مع النسيم، ويتطلب كل منطاد فريق عمل على الأرض يتألف عادة من أربعة إلى ثمانية أشخاص.