مشكلة المرحلة أنها أفرزت الكثير المزعج جداً كما أنتجت الكثير المؤسف، وهذه حقيقة علينا أن نتعامل معها بوعي وعقلانية ونعامل كل من يستحق التقدير بحب يليق به، ونتخلص من كل الحمقى الذين جاءوا.. كيف!؟ ومن أين!؟ لست أدري!!، ليكونوا هم اليوم في الواجهة ويتصدروا منصات الإعلام والتواصل ويشعلوا ويشغلوا الناس بالجهل والحماقة وخاصة بعض الذين يسمون أنفسهم محللين سياسيين وهم (لا) يشعرون و(لا) يجيدون ألف باء السياسة، ومثل هؤلاء (هم) قضية أخرى، (لا) والمصيبة هي في المتلقي الذي يقتنع ببعض هرطقاتهم ومن ثم ينشرها بدوره في أدوات التواصل معتقداً أن ما يقولونه هو الحقيقة وهو كلام فارغ وأكثر من فارغ ذلك لأن أي أحد يستطيع قوله، فمثلاً باستطاعتي أن أقول عن قاسم سليماني إنه بنك معلومات وهو بالفعل كذلك، لكن أن يقول أحدهم إن إيران قررت التخلص منه قبل أن تُكتشف حقيقته وأن عملية قتله هي عملية مرتَّبة بينها وبين أمريكا، فهذا خطأ سامج وساذج وتافه!!. والحقيقة أن عملية قتله هي عملية قوة وتفوُّق وإهانة كبيرة لنظام إيران الذي يعرف نفسه أنه أمام أمريكا وقوتها وقدرتها العسكرية لا شيء يذكر وأن صراخه ليس سوى مجرد ألم وسوف يرى العالم في القريب العاجل إيران وملاليها محاصرين من كل مكان وأن نفوذهم سوف يتدحرج إلى الهاوية بل وربما إلى الفناء والهلاك، وكلكم شاهد القوة التي أنجزت ضربة قاصمة قاصفة على الرأس وتمكنت من الرجل الثاني في إيران ومزَّقته قطعاً صغيرة ليغادر إلى الجحيم!. ومن هنا أتمنى أن يعقل أولئك الذين نصَّبوا أنفسهم محللين إستراتيجيين وأن عليهم الهدوء أكثر والتعقل قبل ممارسة أدوار هي أكبر من قدرتهم وإمكانياتهم، والحديث في عالم السياسة هو حديث مختلف ذلك لأن السياسة هي لعبة الأوهام التي لا يمكن أن تكون سوى حسابات دقيقة جداً تحكمها مصالح الدول وخاصة العظمى منها والتي بالطبع وصلت لمكانتها من خلال العلم الذي صنع لها القوة والنفوذ ومكَّنها من الصدارة، وبالعلم يا سادتي ترتقي الدول وبالعقول تتقدم ودون ذلك لا يمكن أن يكون سوى ضياع مال وكلام فارغ (لا) يودِّي و(لا) يجيب، ولا شيء أثمن من الاستثمار في عقل الإنسان أبداً. (خاتمة الهمزة).. مؤلمة جداً لإيران وأذنابها تلك الصفعة التي أوجعت وأسقطت ظلام وظلم العمائم السود، قبَّح الله تلك الوجوه الكالحة.. وهي خاتمتي ودمتم.