قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إننا فخورون بما تحقق من منجزات نباهي بها بين الأوطان، تمت بعزم شبابنا وشاباتنا، وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بكل ثقة، مسلحين بعقيدتهم الإسلامية السمحاء، وشيمهم العربية الأصيلة، والعلوم والمعارف التي نهلوا منها لمواصلة مسيرة البناء والازدهار. وأضاف في كلمته لمجلس الشورى أمس أن دولتنا في كل الظروف على مدار الثلاثمئة عام الماضية أنها قادرة على تجاوز كافة التحديات بعزم وإصرار والخروج منها منتصرة دائماً. وأكد أنه يحق لنا أن نفخر بنجاح بلادنا في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تم مواجهة وحصار الفكر المتطرف بكل الوسائل ليعود الاعتدال والوسطية سمةً تميز المجتمع السعودي. وأشار إلى أن إعلان المملكة عن طرح جزء من أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام سيتيح للمستثمرين المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، وسيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية لتكون في مصاف الأسواق العالمية، وسيعزز من الشفافية ومنظومة الحوكمة في الشركة بما يتماشى مع المعايير الدولية، وستوجه عائدات البيع الناتجة عن الطرح لصندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة. وكان الملك سلمان افتتح أمس أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين كان في استقباله، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، وكبار المسؤولين في مجلس الشورى ورؤساء اللجان. وفور وصول خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - عزف السلام الملكي. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة افتتحت أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، بتلاوة آيات من القرآن الكريم. كلمة خادم الحرمين وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الخطاب الملكي السنوي فيما يلي نصه: الحمد لله القائل في كتابه الكريم (وأمرهم شورى بينهم)، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسرنا افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى سائلين المولى عز وجل أن يجعل أعمالنا دوما خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا في خدمة ديننا الحنيف وشعبنا العزيز. وإننا لنحمد الله على ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية، والمملكة بعون الله مستمرة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات عبر رؤية، ولتحقيق ذلك قامت المملكة ببذل جهود كبيرة في تسهيل ممارسة الأعمال، وقد تم تصنيف المملكة هذا العام من قبل البنك الدولي كأكثر الدول تقدماً والأولى إصلاحاً من بين 190 دولة في العالم، مما يعكس تصميم دولتكم بكامل سلطاتها ومؤسساتها على المضي قدما في تنفيذ برامجها الإصلاحية، لرفع تنافسية المملكة للوصول بها إلى مصاف الدول العشر الأكثر تحفيزاً للأعمال في العالم، وهي ماضية بعون الله ثم بعزم مواطنيها ومواطناتها الذين هم فخرنا وأغلى ثرواتنا إلى تحقيق طموحات لا حدود لها. أرامكو والاكتتاب أيها الإخوة والأخوات إن إعلان المملكة عن طرح جزء من أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام سيتيح للمستثمرين المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، وسيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية لتكون في مصاف الأسواق العالمية، وسيعزز من الشفافية ومنظومة الحوكمة في الشركة بما يتماشى مع المعايير الدولية، وستوجه عائدات البيع الناتجة عن الطرح لصندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة داخل المملكة وخارجها ويأتي فتح قطاع السياحة وبدء العمل في إصدار التأشيرة السياحية تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة، كأحد محفزات النمو الاقتصادي لجذب وتنويع الاستثمارات في هذا القطاع الواعد الذي يوفر فرصاً وظيفية كبيرة، وجسراً ثقافياً للتواصل مع العالم ليشاركنا تراثنا الغني ومعالمنا الحضارية، ونشيد هنا بتعامل شعبنا السعودي الكريم مع الوافدين من السياح والمقيمين الذي يستند إلى مبادئنا وتقاليدنا الراسخة التي تعد نهجاً تتوارثه الأجيال. تجاوز كافة التحديات أيها المجلس الموقر لقد أثبتت دولتنا في كل الظروف على مدار الثلاثمئة عام الماضية أنها قادرة على تجاوز كافة التحديات بعزم وإصرار والخروج منها منتصرة دائماً بحمد الله وفضله. وإن ما تعرضت له المملكة من اعتداءات ب ( 286 ) صاروخاً باليستياً و ( 289 ) طائرة بدون طيار، بشكل لم تشهد له مثيلاً أي دولة أخرى لم يؤثر على مسيرة المملكة التنموية ولا على حياة مواطنيها والمقيمين فيها، والفضل بعد الله يعود لمنسوبي قطاعاتنا العسكرية والأمنية الذين يسهرون على أمن هذا الوطن وبما يقومون به في الذود عنه، ونفخر بشهداء الواجب - رحمهم الله - والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل العقيدة والوطن، ونؤكد أن أسرهم ستظل دوماً موضع رعايتنا واهتمامنا. ولقد أظهرت الاعتداءات التخريبية على منشآتنا النفطية في بقيق وخريص، والتي استخدمت فيها الأسلحة الإيرانية، مستوى الإحباط الذي وصل إليه النظام الإيراني، مما جعل العالم يتوحد في مواجهة هذا العدوان الإجرامي، ولقد نجحنا بتوفيق من الله ثم بسواعد أبنائنا في استعادة الطاقة الإنتاجية بهذه المنشآت خلال وقت قياسي أثبت للعالم قدرة المملكة على تلبية الطلب عند حدوث أي نقص في الإمدادات ودورها الرائد في ضمان أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية. القضاء على مظاهر التطرف وفي اليمن، أثمرت ولله الحمد جهود المملكة بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي نأمل أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع للوصول إلى حل سياسي للأزمة وفقاً للمرجعيات الثلاث ويتيح للشعب اليمني العزيز استشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية. كما يحق لنا أن نفخر بنجاح بلادنا في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تم مواجهة وحصار الفكر المتطرف بكل الوسائل ليعود الاعتدال والوسطية سمةً تميز المجتمع السعودي. أيها الإخوة والأخوات. إن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين بدءاً من الشهر القادم دليل على الدور المهم للمملكة في الاقتصاد العالمي، ونأمل أن يسهم البرنامج الطموح الذي وجهنا بإعداده خلال تولي المملكة رئاسة المجموعة في تعزيز مسيرتها بما يخدم مصالح كافة الدول والشعوب. وفي الختام، يحق لنا ونحن ننظر إلى المسيرة الخيرة لوطننا أن نفخر بما تحقق له - ولله الحمد - من منجزات نباهي بها بين الأوطان، تمت بعزم شبابنا وشاباتنا، وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بكل ثقة، مسلحين بعقيدتهم الإسلامية السمحاء، وشيمهم العربية الأصيلة، والعلوم والمعارف التي نهلوا منها لمواصلة مسيرة البناء والازدهار. نشكر لمجلس الشورى جهوده وعمله المستمر، راجين من الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. آل الشيخ: قفزة نوعية في مختلف المجالات بعهد الملك سلمان قال رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ إن المملكة شهدت في العهد الزاهر للملك سلمان قفزة نوعية في مختلف المجالات ومن أهمها مجال التنمية الذي حظي بقدر وافر من المشاريع والخدمات؛ وإن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية سيحقق للمملكة ريادة في جميع هذه المجالات، وسيوفر كثيراً من الوظائف المرموقة للكوادر الوطنية. وأضاف: في جانب آخر من هذه الاهتمامات الشاملة، جاء توجيهكم الكريم بتحويل « هيئة تطوير مدينة الرياض» إلى هيئة ملكية باسم: « الهيئة الملكية لمدينة الرياض» أنموذجاً حياً من نماذج العناية بتطوير المدن. وقال: «تتبوأ المملكة مكانة كبيرة على المستوى الدولي أسهمت في تعزيز دورها وتنامي حضورها السياسي وتجلت مشاركة المملكة في النشاط والحراك الدولي في صور شتى، منها المشاركة في أعمال قمتي قادة مجموعة العشرين اللتين عقدتا في الأرجنتين واليابان، ورأس وفد المملكة فيها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع». وأضاف: «وقد جسدت هاتان المشاركتان الدور الفعال والمؤثر للمملكة في منظومة الاقتصاد العالمي، وبادرت المملكة خلال شهر رمضان الماضي إلى استضافة ثلاث قمم في مكةالمكرمة قمتين طارئتين هما القمة الخليجية والقمة العربية، والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي. وفي اليمن الشقيق تواصل المملكة قيادة التحالف العربي من أجل أن تستعيد الشرعية اليمنية سلطتها ودورها، ومن أجل بسط الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، ودحر المليشيات الحوثية الانقلابية. وأردف: ولطالما أكدت المملكة على موقفها حيال قضية العرب والمسلمين الأولى، وطالبت بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وأعلنت رفضها وإدانتها كل محاولات التهديد بفرض سياسات من شأنها انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، ودعت إلى السلام من خلال تفعيل المبادرة العربية.