من التحديات التي تواجه بعض الشباب والشابات وتقف سدًا وحاجزًا أمامهم عن الزواج هي المصاريف والتكاليف الباهظة التي أصبحت لا تقل اليوم وفي كثير من الأحيان عن 100 ألف ريال، فتجد بعض الشباب يتسائل من أين لي أن أقوم بتوفير هذا المبلغ الكبير وأنا في مقتبل العمر وبداية حياتي العملية وراتبي لا يتجاوز العشرة آلاف ريال في أحسن الظروف؟ خصوصًا وإنه مع مرور الأيام والأعوام أصبحت العديد من العادات والتقاليد الجديدة تجد موقعها في تلك الأفراح فبعد أن كانت من الكماليات بل لم يكن لها مكان في الماضي وكانت محصورة على فئة معينة من الناس ممن تسمح لهم ظروفهم المادية للقيام بها أصبحت اليوم جزء رئيسيًا من مراسم الزواج ومطلوبة من الجميع بمختلف فئاتهم. مصاريف الزواج اليوم لم تعد تقتصرعلى مصاريف المهر والشبكة وقاعة الحفل أو طعام العشاء بل أصبحت هناك العديد والعديد من المصروفات الأخرى مثل كروت الدعوة وتصميم ديكورات قاعة الحفل والطاولات وزفة العروسة والورود وما يوضع على الطاولات من ضيافة وأزياء الفرح والمجوهرات والهدايا ومطربة الحفل وفرقتها بل حتى من تطلق الزغاريد في هذه المناسبات أصبحت تُستأجر وغدت جزء من مصروفات الزواج فضلاً عن الشقة وتجهيزاتها والتي قد تمتد إلى ما لا نهاية. بالأمس نشرت صحيفة «الاقتصادية» خبرًا عن دراسة قام بها أستاذا اقتصاد من خلال استطلاع على ثلاثة آلاف شخص متزوج وذلك نقلاً عن صحيفة الإندبندت تشير إلى أن المبلغ الذي ينفقه الأزواج على خاتم الخطوبة والحفل يرتبط ارتباطًا عكسيًا بمدة الزواج، ومن خلال خواتم الخطوبة وجد الباحثون أنه كلما زاد إنفاق الأموال زاد احتمال الطلاق، خاصة عندما تصل تكلفة الخاتم إلى أكثر من ألفي دولار، مما يعني أنه كلما زادت مصاريف الزواج كلما كانت نسب احتمال استمراره أقل وكذلك العكس فكلما كان الزواج أقل تكلفة وأيسر كلما كانت نسب احتمال استمراره أكبر. علينا كأولياء أمور أن نقف موقفًا حاسمًا من بعض تلك العادات والتقاليد والنفقات الموجودة في بعض الأفراح وأن نجعل الأمور ميسرة وألا نشغل أنفسنا بالمقارنة مع الآخرين وأن نساعد الشباب والشابات في التقليل من مصروفات الأفراح، فالمهم أن تكون هناك بركة في الزواج أما الحفلات فهي ساعات معدودة وتنتهي والأهم هي الحياة الزوجية بعد تلك الحفلة وقد أكد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الجانب حين قال (أيسرهن مهرًا أكثرهن بركة)، فكلما كان حفل الزفاف بسيطًا سهلًا ميسرًا كلما كانت بركته أكثر وأكبر وإمكانية استمراره وبقائه أطول بإذن الله.