من المواهب والقدرات الموجودة لدى العديد من شباب وشابات الوطن تنظيم المناسبات والفعاليات على عدة مستويات وكثيراً ما تجد شاب أو شابة في كثير من الأسر لديهم قدرة وموهبة في التنظيم كما أن لديهم شبكة واسعة من الاتصالات بالعديد من الجهات التي توفر الكثير من الخدمات المختلفة، ويتكرر نفس النموذج في بعض الشركات والمؤسسات إذ تجد بعض الشباب والشابات عادة ما يوكل اليهم مهمة تنظيم حفلة أو مناسبة أو فعالية فيقوموا بذلك العمل على أكمل وجه وقد يساهم ذلك في أن يقوم بعضهم بتأسيس عمله الخاص أو شركته على هذا النشاط والذي يتركز في تنظيم الفعاليات والبرامج والمناسبات المختلفة. اليوم تعيش المملكة انفتاحاً غير مسبوق في مجال تنظيم الفعاليات والمعارض والمؤتمرات، وفي الماضي كانت الشركات الأجنبية هي التي تسيطر على هذا السوق ولكن إقرار البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات ثم الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات ساهم في إحداث نقلة في هذا المجال وتوطين هذا النشاط وتوفير الآلاف من فرص العمل خصوصًا في ظل زيادة التوجه للانفتاح الاقتصادي والسياحي والترفيهي والذي يتطلب عشرات الفعاليات المختلفة على مستوى العديد من المناطق والمحافظات حول المملكة. صناعة المعارض والمؤتمرات وتنظيم المناسبات والفعاليات لا يساهم فقط في إبراز مكانة المملكة على مستوى خارطة العالم بل يؤكد دورها القيادي في العديد من المجالات ويسوق الإمكانات الكبرى للمملكة وما تتمتع به من مزايا فريدة ونوعية ويعمل أيضًا على فتح مجالات جديدة لرواد الأعمال لتأسيس شركات سعودية ناشئة للدخول إلى هذا السوق وتوفير المزيد من فرص العمل لشباب وشابات الوطن وهو ما نراه اليوم لدى بعض الشركات المنظمة لتلك الفعاليات بحيث تجد أن الشباب في مقدمة المنظمين فتراهم في الاستقبال والتوجيه والإرشاد والشرح واستقبال الشكاوى وتوفير مختلف الخدمات بما في ذلك المطاعم والمقاهي. متى ما مُكِن الشباب السعودي وأعطي الثقة والفرصة وقدم له التدريب اللازم والتسهيلات وأزيلت من أمامه العوائق فستجد الإبداع والإتقان والنتائج المبهرة كما ستجد ارتفاع مستوى الرضا من قبل الزوار إضافة إلى الابتكار في تقديم الخدمة والقدرة على استيعاب الأخطاء واحتوائها ومعالجتها في نفس الوقت بعكس بعض الإدارات التي تأتي من الخارج والتي قد لا تعرف كيفية التعامل مع الزوار ولا تعرف عاداتهم ولا تقاليدهم مما قد يتسبب في وقوع العديد من المشكلات. بعض الفعاليات الناجحة والتي حدثت في المملكة خلال الأعوام الماضية في مجالات مختلفة كان يشرف عليها ويديرها شباب وشابات الوطن سواء كأفراد أو شركات وطنية والإقبال الكبير الذي نجده اليوم في العديد من فعاليات (موسم الرياض) أكبر برهان بأن مثل هذا السوق قد يكون سوقا واعدا يمكن لشباب وشابات الوطن أن يبادروا بدراسته والدخول فيه والاستثمار في الفرص المتاحة.