قُتل 13 شخصاً على الأقلّ السبت في انفجار سيّارة مفخّخة في مدينة تلّ أبيض الخاضعة لسيطرة أنقرة في شمال شرق سوريا، في وقت تظاهر آلاف الأكراد في القامشلي تنديداً بما يعتبرونه «احتلالاً تركيّاً» لمنطقتهم. وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنّ الانفجار الذي وقع في سوق في تلّ أبيض، أسفر عن مقتل 13 مدنيّاً وإصابة عشرين آخرين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 14 مدنيّاً وعنصراً من فصائل معارضة سوريّة تدعمها أنقرة، في الانفجار. وقال المتحدّث باسم قوّات سوريا الديموقراطيّة مصطفى بالي إنّ «المفخّخة التي انفجرت في مدينة تلّ أبيض هي جزء من مخطّطات تركيا الممنهجة لإفراغ المدن وإجبار الناس على الهرب وإحداث التغيير الديموغرافي». وأضاف أنّ «كلّ المناطق المحتلّة من قبل تركيا تشهد مفخخات يوميّاً وعلى العالم أن يقتنع بأنّ ممارسات تركيا لا تختلف عن داعش». وشاهد مصوّر متعاون مع وكالة فرانس برس رجلاً بدا وجهه محترقاً تنقله شاحنة صغيرة من مكان الانفجار. وكان رجال يحاولون إخماد نيران اندلعت في درّاجات ناريّة مستخدمين مشروبات غازيّة وقطع قماش، فيما كان دخان أسود يتصاعد من أكوام حطام خلّفها الانفجار. وبدت الصدمة والحزن على وجوه السكّان الذين وقفوا يشاهدون حجم الدمار وضحايا التفجير. ونسبت أنقرة الانفجار إلى وحدات حماية الشعب الكردية فيما لم يتسنّ للمرصد تحديد هوية منفذي الاعتداء. وفي مدينة القامشلي الخاضعة لسيطرة الأكراد على بعد أكثر من مئتي كيلومتر نحو شرق تل أبيض، تظاهر آلاف الأكراد السبت تنديداً بالوجود التركي في المنطقة، وردد المتظاهرون «لا للاحتلال التركي» وذلك بعد انتشار قوات تركية وفصائل موالية لها في مناطق كانت خاضعة للإدارة الذاتية الكردية في أعقاب الهجوم التركي. وقال المتظاهرون أيضاً «نعم للمقاومة وتعيش قسد»، في إشارة إلى قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري واضطرت إلى الانسحاب من مناطق حدودية إثر الهجوم التركي. في ظل الهجوم التركي، وبعدما شعروا بأن واشنطن تخلت عنهم في مواجهة تركيا، عدوهم التاريخي، فتح الأكراد قنوات اتصال مع دمشق وحليفتها روسيا، وانتشرت في ضوء ذلك قوات النظام في نقاط حدودية عدة، قبل أن تبدأ موسكو بتسيير دوريات في المنطقة.