أكد رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، في كلمته، الخميس، على ضوء الاحتجاجات التي تعم البلاد، أن تغيير النظام لا يتم في الساحات، مبدياً استعداده للقاء ممثلين عن المحتجين. وقال عون: "أتفهم فقدان ثقة اللبنانيين بالطبقة السياسية، وصرختكم لن تذهب سدًى. كما أتفهم صرخة الألم، لكن الفساد والطائفية تسببا بأضرار كبيرة". وتابع: "من موقعي سأكون الضمانة لتحقيق الإصلاح ولسماع كلمة المحتجين، فالحوار هو دائماً الطريق الأسلم للإنقاذ وأنا أنتظركم"، لافتاً إلى أن "حرية التعبير مقدسة في لبنان، ويجب أيضاً الحفاظ على حرية التنقل". وأوضح عون: "نطمح إلى دولة لبنانية بلا طائفية يتساوى أمامها الجميع"، مضيفاً أن "رئيس الجمهورية بعد الطائف يحتاج إلى تعاون الحكومة والبرلمان لتحقيق الإصلاح". وأضاف: "لا أسعى إلى التهرب من المسؤولية لكن العراقيل كثيرة. وتكلمت يومياً عن مكافحة الفساد، لكن مسؤولين كثيرين استاؤوا من الموضوع". محتجون في صيدا الخميس وأشار الرئيس اللبناني: "ألتزم بمكافحة الفساد، وهذه مسؤولية مجلس النواب وأتطلع للتعاون. ومكافحة الفساد الفعلية تتمثل بالتطبيق الصارم للقانون". كذلك شدد على أنه "من الضروري استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة كل من سرق المال العام"، لافتاً إلى أن "المحاسبة تتم من خلال القضاء، والسارق لا طائفة له". وتابع: "تقدمت سابقاً بورقة إصلاحية واقتراحات ومشاريع قوانين كثيرة لمكافحة الفساد"، مشدداً: "يجب الكشف عن الحسابات المصرفية للمسؤولين، ورفع الحصانة عن المتورطين، وإعادة النظر في الوضع الحكومي الحالي لتتمكن السلطة التنفيذية من العمل". أنباء عن تعديل حكومي وسرت أنباء عن احتمال تعديل حكومي وشيك، وأفادت مصادر لوكالة رويترز بأن زعماء لبنانيين ناقشوا احتمال إجراء تعديل وزاري لنزع فتيل الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النخبة السياسية، التي أصابت البلاد بالشلل على مدى أسبوع. وكان الحراك اللبناني، الذي انطلق في 17 أكتوبر/تشرين الأول، قد دخل يومه الثامن، على وقع إصرار المتظاهرين على مواصلة الاحتجاج والنزول إلى الشارع. وقال مصدر سياسي كبير إن فكرة التعديل الوزاري "موضع نقاش على نطاق واسع بين الساسة في البلاد وقد تُنفذ إذا استمرت الاحتجاجات في الشارع في الأيام المقبلة". محتجون في جل الديب الأربعاء كما أكد مصدر سياسي آخر أن الفكرة "تدخل في طور النضج"، مشيراً إلى أن "الشارع يفرض إيقاعه على الطبقة السياسية". كذلك تداولت وسائل إعلام محلية لائحة بعدد من الأسماء على أنها مرجحة للتغيير، من بينها وزراء الاتصالات محمد شقير، والبيئة فادي جريصاتي، والمهجرين غسان عطالله، والتربية أكرم شهيب، بالإضافة إلى كل من وزراء الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل والأشغال يوسف فنيانوس. حوادث قمع من جانبها، أعلنت منظمة العفو الدولية، الخميس، أنها وثقت بعض حوادث القمع من قبل الجيش في بعض المناطق على الرغم من محاولة السلطات تفادي قمع التظاهرات في لبنان. وقالت في تغريدات على تويتر: "على السلطات اللبنانية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس مع المتظاهرين السلميين". كما أكدت أن استخدام العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والانتهاكات.