أعلن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، أمس، التزام الحكومة بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد، مؤكدًا على تحقيق أعلى درجات الشفافية. ودعا عبدالمهدي، السلطتين التشريعية والقضائية لتنفيذ الإصلاحات، مطالبًا الكتل السياسية الكبرى بتوفير شروط الإصلاح. وأكد عبدالمهدي أن المرجعية الدينية تبرهن مرة أخرى على أنها صمام أمان للعراق. وكان الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، شددا أمس على ضرورة إعطاء الأولوية القصوى لاتخاذ إجراءات صارمة في مكافحة الفساد، وأكدا على ضرورة حفظ الأمن ونبذ العنف في البلاد، وشددا على أهمية الحفاظ على سلامة المتظاهرين وقوات الأمن في آن معًا. وكانت رئاسة البرلمان العراقي أعلنت في وقت سابق، أنها ستخصص جلسة، اليوم، لبحث مطالب المتظاهرين. وكانت مصادر في الشرطة العراقية، بالإضافة إلى مصادر طبية، أفادت بارتفاع عدد قتلى التظاهرات إلى 44 ومئات المصابين، بحسب ما نقلت وكالة رويترز. وأضافت أن أكبر عدد من القتلى وقع في مدينة الناصرية بجنوب البلاد، حيث لقي 18 حتفهم، بينما قتل 16 في العاصمة بغداد يأتي هذا بينما اتهمت السلطات العراقية أمس «قناصين مجهولين» بقتل 4 أشخاص، هم مدنيان وعنصران في القوات الأمنية ببغداد، مع استمرار التظاهرات المناهضة للحكومة وأفادت خلية الإعلام الأمني في بيان عن «استشهاد اثنين من عناصر القوات الأمنية ومواطنين اثنين» في وسط بغداد «بنيران قناصين مجهولين»، وكانت مصادر أمنية وطبية عراقية قد أكدت مقتل 10 محتجين خلال تظاهرات الجمعة في العاصمة العراقية. تأتي هذه التطورات بالتزامن مع دعوة الأممالمتحدة السلطات العراقية للتحقيق سريعًا وبشفافية في مسألة استخدام قوات الأمن القوة بحق المتظاهرين. كتلة الصدر تشترط حلًا بعد أن دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس، نواب كتلة «سائرون» إلى تعليق عضويتهم في البرلمان العراقي أعلنت الكتلة في وقت لاحق تعليق عضوية نوابها، حتى الاستجابة إلى مطالب المتظاهرين. وأوضحت الكتلة في بيان أن تعليق العضوية يتوقف على رئيس الحكومة العراقية في حل مطالب المتظاهرين. وشددت على وقوفها مع مطالب المتظاهرين «المشروعة»، داعية المحتجين الحفاظ على سلمية التظاهر وحصر المطالب بالخدمات. إلى ذلك، حذرت «سائرون» من «بعض المندسين»، معتبرة أنهم حاولوا تغيير بوصلة التظاهرات. السيستاني ينتقد يذكر أن موقف الصدر أتى بعد أن انتقد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، في وقت سابق الجمعة، الحكومة العراقية بحدة في أعقاب أعمال العنف المميتة التي تجتاح البلاد، وحث كلاً من القادة السياسيين والمتظاهرين على التراجع «قبل أن يفوت الأوان» مع ارتفاع عدد القتلى في المظاهرات المناهضة للحكومة هذا الأسبوع إلى 44 قتيلًا. وألقى السيستاني اللوم على زعماء أكبر كتلتين برلمانيتين على وجه الخصوص، قائلاً إنهم فشلوا في الوفاء بوعودهم. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله أحمد الصافي في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة: «الحكومة والجهات السياسية لم تفِ بمطالب الشعب بمحاربة الفساد». كما دعا القادة السياسيين إلى اتخاذ «خطوات عملية وواضحة» نحو مكافحة الفساد، مؤكدًا أنه على الحكومة «القيام بواجبها» لتقليل معاناة الناس.