في تاريخ 23 سبتمبر من كل عام، يحتفل المواطن السعودي بذكرى توحيد بلاده، ويحتفل معه كل عربيٍ شريف، وكل مسلمٍ مُنصف، وجميع شعوب العالم المُحبة للخير والسلام، وكيف لا والمملكة العربية السعودية الشقيقة الكُبرى لأشقائها العرب والمسلمين، تقف معهم في أزماتهم، وتهبُّ لنجدتهم في نكباتهم، والمسلم يعيش فيها أجمل أيام حياته إذا ما حجّ أو اعتمر في المسجد الحرام بمكة المكرمة، أو ذهب للصلاة في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، فهذه البلاد المُباركة أولت اهتماماً كبيراً للحرمين الشريفين، ورعايةً فائقة لزواره من الحجاج والمُعتمرين، وأما شعوب العالم، فتحتفل معنا بيومنا الوطني، لأنها تعلم أننا دُعاةُ حُبٍ وسلام، وبُناةُ مجدٍ وحضارة، وأننا بالحوار والحكمة، ندعو دوماً إلى التعايش والرحمة. (همّة حتى القمّة)، شعار اليوم الوطني لهذا العام، والمُستلهم من مقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: (همّة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهدّ هذا الجبل وتساوى بالأرض). ماهي القمّة التي نسعى للوقوف عليها، ونتطلّع إليها؟ هي تلك التي حددت ملامحها رؤية 2030: (المملكة العربية السعودية، العُمق العربي والإسلامي، قوة استثمارية رائدة، ومحور ربط القارات الثلاث).. فأصبحت هذه القمّة هدفاً سامياً، ومطلباً غالياً، يتسابق الجميع إلى تحقيقه، كلٌ في مجاله، وعلى قدر استطاعته. وبعد توفيق الله عز وجل أولاً، فإن الصعود إلى القمة لا يناله إلا عالي الهمّة، فتجد رجال الأمن يضحون بأرواحهم مسطرين أروع البطولات دفاعاً عن الوطن، وتجد الأطباء والممرضين يخففون عن الناس آلامهم بكل إخلاصٍ وتفانٍ، وتجد المعلمين في المدارس والأساتذة في الجامعات يصنعون الرجال والأمل، وتجد المهندسين والفنييّن يساهمون في التطوير والبناء بلا كللٍ أو ملل، وتجد الموظف والطالب والعامل وربة المنزل، جميعهم يطمحون لأن يكون لهم عطاءً مبارك ومجد خالد وأثر عظيم، فالقمم لا يرتقيها إلا أصحاب الهمم، ونحن ولله الحمد في قمة ونتطلّع إلى قمّة، وكأن المتنبّي كان يعنينا عندما قال: مَن كانَ فوْقَ مَحلّ الشّمسِ موْضِعُه فَلَيْسَ يَرْفَعُهُ شيءٌ وَلا يَضَعُ