أكد علماء وشرعيون بضرورة إفساح المجال أمام مؤتمر القمة المعقود في مكةالمكرمة في 26 و27 من الشهر الجاري. مطالبين بعدم تكرار العمرة أو اقتصار الصلاة في المسجد الحرام فقط، تجنبا للزحام قائلين ينبغي لأهل مكة أداء الصلاة في الحدود الشرعية للحرم، لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى ويحقق الأجر ذاته. وذكر أحد المشاركين أنه لا يؤدي العمرة في رمضان حتى لا يضايق غيره ويحتسب ذلك عند الله مع حرصه التصدق بمبلغ هاتين العبادتين. لبنة صالحة أما الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس، فقال إن هذا المؤتمر يعد لبنة صالحة في استنهاض همم الأمة وقيادتها، وخارطة طريق تضع الأمة على سبيل النهج الصحيح والعمل الدؤوب السليم الذي ينتشلها من أزماتها ويخرجها من مآسيها في تتويج بشرف الزمان وشرف المكان وشرف المناسبة وليس هذا بمستغرب على نهج المملكة العربية السعودية، فقد دأبت منذ عهد المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه على تحسس آلام الأمة وآمالها ورعاية قضاياها، فقد دعا الملك عبدالعزيز إلى مؤتمر التضامن الإسلامي بمكةالمكرمة عام 1346ه، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله يجدد هذه الدعوة المباركة إحساسا منه بحاجة الأمة إليه حاجة ماسة، حيث إن الأمة تعلق على هذا المؤتمر العظيم الآمال العريضة والطموحات الكبيرة، وإن أعناقها لتشرئب نحو نتائجه المطمئنة وقراراته الصائبة وتوصياته الموفقة. شأن المسلمين أكد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين في هذا الظرف الخاص والصعب، مؤكدة بما لا يدع مجالا للشك أن خادم الحرمين ينظر بقلق إلى ما آلت إليه الأمور في عالمنا المسلم ويحس بمعاناتها، ويتطلع إلى إيجاد الحلول المنطقية العاجلة لإصلاح شأن المسلمين في أوطانهم ومجتمعاتهم، والعودة للأخذ بأسباب الوحدة في الصف والكلمة للوقوف بقوة أمام التيارات التي تسعى جاهدة لهدم ما تم بناؤه عبر عشرات السنين، ولصد كل المحاولات التي ما زالت تسعى لبث الفرقة والخلاف والاختلاف. دور تاريخي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد العقلا قال: لا يخفى الدور التاريخي التي تقوم به المملكة في التضامن الإسلامي وهذا كان منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حين عقد المؤتمر الإسلامي الأول الذي دعا له مؤسس البلاد في مكةالمكرمة واستمرت هذه المبادرات في عهد الملك سعود وكذلك عهد الملك فيصل على وجه الخصوص وجولاته الشهيرة التي قام بها في عدد من الدول لجمع كلمة المسلمين وكان من ثمار ذلك قطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي والتخطيط لحرب العاشر من رمضان وكان للسعودية الدور الأكبر في ذلك. وفي عهد الملك فهد كان هناك دور كبير والآن هنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نجد العالم يمر بظروف من أصعب الظروف الحالكة، حيث زاد العبء على المملكة فتحركت ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله للدعوة إلى القمة الاستثنائية التي يتطلع لها أبناء المسلمين والتي نأمل أن تخرج عنها نتائج وقرارات تسهم في حقن الدماء التي تنزف باستمرار ولاسيما في سوريا وبورما وفي غيرهما من المناطق الساخنة. وأكد أن هذه المبادرة تسجل وتحسب لخادم الحرمين وبالذات في اختياره لهذا الوقت الحرج الذي نسأل الله أن يوفق ولي أمرنا لما يحبه ويرضاه ويحقق على يديه وحدة المسلمين وعودتهم إلى سابق عزهم. ودعا العقلا الجميع إلى التعاون من لإنجاح الخطط التنظيمية وقال: ليس غريبا على الوطن والمواطن خصوصا في مكةالمكرمة مثل هذه المناسبات الكبيرة الضخمة وقد استضيف في مكة المؤتمر الإسلامي الأول وغيره والقمة الأخرى التي عقدت عام 1401 ه حين كان الملك خالد ملكا للبلاد وكذلك القمة التي عقدت عام 1426 ه بدعوة من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لكن هذه القمة تختلف من حيث توقيتها فتلكما ليلتان مباركتان والمتوقع والمأمول من الجميع سواء أكان مواطنا أم مسؤولا أن يكون على قدر عال من التعاون وإدراك أهمية المناسبة وما يتخمض عنها من نتائج تحقق تطلعات شعوب العالم الإسلامي. تعاون على الخير وأكد عميد كلية الشريعة سابقا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سعود الفنيسان أن مؤتمر القمة يعالج قضايا إسلامية كبرى لذا ينبغي مراعاة أوضاع المشاركين بإفساح الطريق لهم وتجنب الصلاة في المسجد الحرام. ونوه بأن كثيرا من المسلمين يأتون للحرم للصلاة فقط علما أنه أدى نسك العمرة في وقت سابق مبينا أن هؤلاء يتسببون في الزحام قائلا الصلاة في المساجد الأخرى في الحرم تؤدي ذات الأجر. واستشهد على ذلك بقول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) بأن النبي لم ينطلق ليلة الإسراء والمعراج من المسجد ذاته وإنما كان في مكة ومع ذلك أطلق الله على مكة بالحرم، مطالبا عموم المسلمين الصلاة في يومي المؤتمر في المساجد الأخرى لأنها لا تقل أجرا عن المسجد الحرام. وبين أن إفساح الطرقات من المعاونة على البر والتقوى، قائلا على عموم المسلمين عدم مزاحمة المشاركين أو عموم إخوانهم. وقت استثنائي الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء الدكتور محمد النجيمي، أشار إلى أن المؤتمر جاء في وقت استثنائي وهذه نظرة ثاقبة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وطالب عموم المسلمين مراعاة الأمر دون تكرار العمرة، فمعالجة قضايا المسلمين عبادة عامة أما العمرة فهي عبادة خاصة. ونادى عموم المسلمين عدم الذهاب في هذين اليومين إلى مكة لأداء العمرة لإتاحة التنقل للزعماء، قائلا أخذت الدولة احتياطاتها في ذلك ناصحا عموم المسلمين إفساح الطريق والابتعاد عن المواطن التي قد تتسبب من الزحام. صورة حسنة من جانبه، أكد المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية لدول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان أن المؤتمر العالمي الإسلامي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين جاء بعد تمحيص ودراسة وبعد نظر، قائلا توافقه في رمضان وفي بلد مقدس سيسهم في إيقاظ الأمة من زعزعتها، وكل ما ألم بها. ويواصل جاء المؤتمر بعد دراسات مكثفة ومتكئة على قاعدة صلبة وعدد من القواعد الشرعية. ونوه بأن المؤتمر سيوحد من قلوب الأمة وسيجد حلولا لبعض اجتهاداتها الخاطئة، داعيا الجميع إلى فسح المجال للمشاركين لأخذ صورة حسنة وانطباعا جيدا وخصوصا عن أهل مكة. ولفت الداعية الإسلامي الدكتور عوض القرني إلى أنه ومنذ قديم العهد دعا إلى ضرورة عدم تواجد من لا حاجة له في مكةالمكرمة بل عليه التصدق بمبلغ هاتين العبادتين. وبين أن أعداد المسلمين والتي تزيد عن مليار وسبعمئة مليون ستجعل مكة مزدحمة مهما كان الإقبال قليلا إذ سيكونون زحاما لأن بقعة العمرة والحج محدودة. وأشار إلى خشيته ممن يحرص على تكرار العمرة من وقوعه في المحضور، وذلك عند مضايقته غيره. ويواصل لا أعتمر أنا وعائلتي في رمضان حتى لا أضايق غيري وأحتسب ذلك عند الله. ودعا المسلمين إلى التفاعل والتعامل مع القضايا بعلم وعقل، فهذه المناسبة يزداد الزحام فيها، كما يزيد العبء على القائمين على المؤتمر، لذا ينبغي التعاون فيها. دعوة موفقة قال أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية الدكتور غازي غزاي المطيري: إن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى عقد القمة الإسلامية الاستثنائية في وقت حساس تمر به الأمة الإسلامية والعربية في أكثر من بقعة على هذه البسيطة وقد نبعت الدعوة ومن الإحساس الكبير بالمسؤولية والدور العظيم الذي تضطلع به المملكة فكانت دعوة موفقة بكل المقاييس السياسية والإعلامية والثقافية التي تحف بهذه المنطقة الواسعة من العالم وقد اختير الزمان والمكان ليكونا عامل دفع وحفز لهذه القمة التي تشرئب إليها الأعناق وتتعلق بها مصائر الأمة بإذن الله تعالى حيث دعا خادم لحرمين الشريفين كل الدول الإسلامية بلا استثناء ليضعها أمام مسؤولياتها التاريخية، حيث إننا في عالم لا يقبل التجزؤ وإنما القوة في الوحدة ولم تكن هذه الدعوة لا على مستوى القمة أي على مستوى الملوك والرؤساء من أجل إعطاء أهمية لقراراتها ونتائجها فأنظار العلام الإسلامي والعربي متجهة لهذه البقعة المباركة مؤملة في الجود المخلصة الدؤوبة التي يبذلها الملك في إنجاح القمة وليس من شك انه في ظل التطورات الإعلامية المعاصرة فإن شعوب العالم أصبحت أكثر وعيا بقضايا المستضعفين والمظلومين في العالم مما لاشك فيه سيكون لها اثر في استجابة الدول الأخرى إلى قرارات هذه القمة لاسيما أنها تجتمع على قضايا عادلة لا يختلف عليها أحد من أحرار العالم وليس هذه بغريب على المملكة وقادتها وهم ستشعرون دائما مسؤولياتهم وتعلق أنظار المسلمين والعرب بأدوارهم ومسؤولياتهم فنرجو الله أن تنال القمة الفلاح وتحقق الأهداف الدقيقة التي دعي إليها من أجلها وأحسب أن العوامل والظروف الموضوعية ستكون سببا في نجاحها الشعب السوري الأعزل الذي يمارس ضده الدمار والتصفية الجسدية والشعب البورمي المسلم الضعيف يؤكدان جميعا على أنهما شعبان مستضعفان على جميع الدول القوى المحبة للسلام التي تشارك المسلمين والعرب في عدالة هذه القضايا ستلبي حتما ضعف الشعوب ووعيها مع يأمل إليه خادم الحرمين الشريفين وليس من شك أن المواطن والزائر والمعتمر عليه مسؤوليات عدة ليس أقلها كما ذكر سماحة المفتي ترك المجال وتخفيف عبء زيارة والعمرة في هذا الوقت الحساس لتيسير مهام الوفود القادمة أما عموم الأمة والمواطنين فهم مدعوون لرفع الأكف الضارعة إلى الله أن يكلل جهود خادم الحرمين بالنجاح وأن تصل القمة إلى قرارات عملية قابلة للتنفيذ يرى المسلمون والعرب آثارها الماثلة فنحن لم نعد في عصر تفرد الزعماء وحدهم ولكن لابد ان يكون للشعوب دور في دعم هذه القرارات وبمعنى آخر فإن المسؤولية لا تقف عند حد المواطن العادي بمعناها البسيطة وإنما تصل إلى رجال الإعلام والأعمال والمثقفين والاتصالات المعروفة عبر الفيس بوك وتويتر كل هذه تسمى بيئة مؤثرة لدى أي إنسان كان موقعه حتى لدى الآخر اعني به اولئك المعتدون على هذين الشعبين الضعيفين أي النظامين في سوريا وبورما كل هذه عوامل أوضحت أن العالم في غرفة من زجاج فلم يعد هناك فاصل يفصل بين أطراف العالم المترامي فجهود المواطن والمسلم أيا كان موقعه له دور مؤثر في هذا الموضوع الهام الذي سيحدد المرحلة القادمة التي ستكون مرحلة مصيرية حاسمة.