قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بزيارة مثيرة للجدل لمدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، اليوم الأربعاء، في ذكرى مقتل يهود هناك عام 1929. والزيارة التي بدأت عصرا، نادرة وتأتي قبل الانتخابات العامة المقررة في 17 أيلول/سبتمبر، والتي يسعى فيها نتانياهو إلى جذب أصوات اليمين القومي. وحضر نتانياهو مراسم في ذكرى مرور90 عاما على مقتل 67 يهوديا على أيدي فلسطينيين في الخليل. وحاليا يقيم في المدينة قرابة 800 مستوطن يهودي وسط حراسة مشددة من الجيش الإسرائيلي، يحيط بهم نحو 220 ألف فلسطيني. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية للمناسبة - التي حضرتها شخصيات سياسية إسرائيلية - بدعم من جنود وخبراء متفجرات وكلاب مدربة. ودانت السلطة الفلسطينية الزيارة - وهي الأولى لنتانياهو منذ 1998، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية - ووصفتها بانها "استفزازية" وذات دوافع سياسية. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إن "هذه الزيارة استعمارية عنصرية بامتياز يقوم بها نتانياهو في أوج معركته الانتخابية في محاولة لاستمالة الأصوات من اليمين واليمين المتطرف". ورفع شبان من مجموعة "شباب ضد الاستيطان" علما فلسطينيا كبيرا في المنطقة. والقى شبان فلسطينيون حجارة ومفرقعات باتجاه الجنود الذين ردوا برصاص مطاطي، وفق شهود عيان. وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من بين الذين حضروا المراسم، ودعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى أن يتعلموا التعايش. وقال "الخليل ليست حاجزا أمام السلام". وبعد خطابه زار ريفلين موقع الحرم الإبراهيمي المقدس ايضا لدى اليهود، حيث صلى، بحسب مكتبه. ويسعى نتانياهو لاعادة انتخابه في حملة تعتبر فيها أصوات المستوطنين مهمة له لبناء تحالف يميني. وكثيرا ما شهدت الخليل اضطرابات. ففي 1994، قتل المستوطن الإسرائيلي باروخ غولدشتاين 29 مصليا مسلما ببندقية قبل أن يضربه ناجون حتى الموت. وتعتبر المستوطنات الاسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وعقبة كبرى أمام السلام، لأنها مبنية على أراض يعتبرها الفلسطينيون جزءا من دولتهم المنشودة.