عززت الشرطة الاسرائيلية وجودها في محيط المسجد الأقصى تحسباً لقيام تنظيم ارهابي يهودي بالاعتداء على الحرم القدسي، وفقاً لتقارير جهاز المخابرات الاسرائيلي الداخلي الشين بيت، فيما تم تعزيز اجراءات الحماية لكبار المسؤولين الاسرائيليين من محاولات اغتيال محتملة من جانب هذا التنظيم. وترأس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اجتماعاً لپ"اللجنة الوزارية لشؤون القدس" لمناقشة الاجراءات الأمنية التي ستتخذها الدولة العبرية لمنع قيام عناصر متطرفة تمت في الصفوف الخلفية لحركتي "أمناء جبل الهيكل" و"كاخ" العنصريتين من إدخال متفجرات الى ساحات الحرم القدسي بهدف تدميره. وحذر تقرير لپ"شين بيت" قدم للحكومة الاسرائيلية الاسبوع الماضي من مخطط اعده تنظيم ارهابي غير معروف يستهدف الأماكن الاسلامية المقدسة في مدينة القدسالمحتلة وتنفيذ أعمال قتل جماعية للفلسطينيين لتصعيد التوتر في المنطقة ومنع تنفيذ المرحلة الثانية من إعادة الانتشار العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية. ونقل عن مصادر في مكتب نتانياهو قولها ان "الشرطة والوسط السياسي يدركان حساسية الموضوع وسيعملان كل ما في وسعهما لمنع أي اعتداء على المسجد الأقصى". وصعد المستوطنون اليهود في الفترة الأخيرة من اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الخليل وفي القدس بما في ذلك احراق أحد الأبواب المؤدية الى المسجد الأقصى قبل نحو شهر، إلا أن الشرطة الاسرائيلية لم تعتقل الفاعلين. واجتمع نتانياهو مع مسؤولي الاجهزة الأمنية في الدولة العبرية، بمن فيهم رئيس جهاز "الشين بيت" عامي ايلون أمس، للبحث في أساليب مواجهة التنظيم الارهابي اليهودي الذي يسعى ايضاً الى تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات سياسية بينها الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمن ونتانياهو نفسه ووزير دفاعه اسحق موردخاي. وأعطى نتانياهو جهاز المخابرات الضوء الأخضر لتشديد المراقبة على المستوطنين اليهود المتشددين وتعزيز اجراءات الحماية للمسؤولين في الدولة العبرية. وطلب "شين بيت" من وايزمن ونتانياهو وموردخاي تقليص تحركاتهم وجولاتهم العلنية وأخذ الحذر في المرحلة الحالية. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية، امس الاحد، اربعة من المستوطنين المتطرفين الناشطين في منطقة الخليل في الضفة الغربية، بينهم ناعوم فيدرمان الذي نعت وزير الدفاع الاسرائيلي موردخاي ب "القاتل" اثناء تظاهرة للمستوطنين امام منزل الوزير الاسبوع الماضي، فيما وصف المستوطن اليهودي باروخ بارزيل الرئيس الاسرائيلي وايزمن ب "الجاسوس وعميل مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية". وقال ان مكانه المستشفى او السجن. وصاح المستوطن اليهودي في وجه وايزمن اثناء زيارة عائلة المستوطن اليهودي شلومو رعنان، الذي قتل الاسبوع الماضي في الخليل "سيكون هناك باروخ آخر"، اشارة الى باروخ غولدشتاين الذي ارتكب مجزرة الحرم الابراهيمي عام 94. وتشكّل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، خصوصاً مستوطنات يتصهار وتفوح قرب نابلس وكريات اربع قرب الخليل التي خرّجت غولدشتاين، مصنعاً لتخريج عناصر يهودية متطرفة تعتدي على المواطنين الفلسطينيين وتدعو الى اقامة اسرائيل الكبرى على كامل تراب فلسطين التاريخية. وفي اعقاب مقتل ثلاثة مستوطنين يهود في الضفة الغربية، خلال الشهر الجاري، هدّد المستوطنون اليهود بالانتقام، عبر تنفيذ تفجيرات في منطقتي رام الله وبيت لحم. وكشف تقرير للشرطة الاسرائيلية تزايد اعتداءات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين في منطقة الخليل بنسبة 20 في المئة خلال الشهور الستة الاخيرة. وقالت مصادر اسرائيلية ان قائد الشرطة الاسرائيلية الجديد في الخليل يتغاضى عن اعتداءات المستوطنين بعدما نجحوا في نقل قائد الشرطة السابق الذي كان ينفّذ القانون بصرامة. وفي المقابل، انتهى المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية الياكيم روبنشتاين من ادخال التعديلات على التعليمات الموجهة لأجهزة الأمن الاسرائيلية الخاصة بالتعامل مع المستوطنين اليهود بهدف تخفيفها. وكان رئيس لجنة الدستور حنان بورات طالب روبنشتاين بپ"إلغاء التعليمات على الفور لأنها تسيء الى سمعة المستوطنين". وكانت تعليمات خاصة بالتعامل مع المستوطنين وضعت عام 1995 بناء على توصيات لجنة "شمغار" التي حققت في مجزرة الحرم الابراهيمي