تتشرف المملكة العربية السعودية هذه الأيام بخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله العتيق، الذين وفدوا للأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج في هذا الجزء الغالي من الوطن الذي يمثل مكانة كبيرة في قلب كل مسلم فهي قبلة المسلمين، ومهوى الأفئدة، ومهد الرسالة التي شع نورها رحمةً وسلامًا في كل بقاع الدنيا لتتعاظم مكانتها عبر عقود من الزمن في نفس كل إنسان يعيش على هذه البسيطة، فأي فضل وأي منَّة وأي كرم تكرَّم به سبحانه وتعالى علينا. وتأتي العناية بشؤون الحج ورعاية الحجاج في قمة اهتمامات الدولة، حيث أولت مجالات الخدمات والبرامج والمشروعات المتعلقة بتوفير وتطوير مرافق الحج عناية خاصة واهتماماً كبيراً. وقد نص النظام الأساسي للحكم في المملكة على التزام الدولة بمسؤولية خدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجاج وإعمار الحرمين، وتوفير الأمن والرعاية لقاصديهما، بما يمكِّن من أداء الحج والعمرة والزيارة بيسر وسهولة، وما توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لجميع قطاعات الدولة بتقديم أرقى الخدمات لوفود الرحمن إلا أكبر دليل على ذلك. ويأتي برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة ضمن جهود المملكة منذ تأسيسها، لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أصقاع الأرض، مسخِّرة لذلك إمكاناتها لتأمين سبل الحج وخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار؛ ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان. ويهدف البرنامج إلى تعزيز الوعي بالإسلام الوسطي المعتدل كنهج تسير عليه هذه البلاد المباركة وقادتها، وإبراز ما تبذله من جهود في خدمة القرآن الكريم والحرمين الشريفين، وما من شأنه تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة لأعداد كبيرة من المسلمين المؤثرين في مجتمعاتهم والمسلمين الجدد. كما يهدف البرنامج، إلى بناء علاقة تتسم بالإيجابية مع مختلف دول العالم وفي شتى المجالات، وفتح مجالات أوسع للنخب المسلمة للتعاون والتنسيق فيما بينها، وتوثيق الصلات مع الشخصيات الإسلامية ورموز الأقليات المسلمة في كل أنحاء العالم خدمة للقضايا الإنسانية وإشاعة لمبدأ الحوار والسلام. وعليه نسأل الله العلي القدير أن يحفظ حجاج بيت الله من كل سوء ومكروه.