يختبىء رجال الثورة دائمًا خلف الشعب ويتعيشون من خشاشهم ويلعبون في أحلامهم ويتحدثون بلسانهم لذلك جيوبهم مليئة من خيرات الشعوب الطيبة وفي الحقيقة إنهم متسولون بلسانهم متسلطون على الشعوب الضعيفة الطيبة. يمكن لك أن تنظر لرجال الثورة في الدول العربية حينها تعرف تاريخهم غير السوي في الكثير من الأحيان من حيث استغلال حاجة المجتمعات من خلال تأليبهم على قادتهم وولاة أمرهم ونفخ روح العداء تحت مسمى الحرية والمساواة والعدالة وكأن المجتمع منتفٍ من تلك المظاهر أو أن قادته مليئة قلوبهم حقدًا وحسدًا وفسادًا وبالتالي كان لزامًا الانتفاضة بوجههم وامتطاء الشعب في وقت عصيب كما حصل في الكثير من الثورات العربية. رجال الثورة لم يستطيعوا أن يتولوا مناصب لأنهم يدركون أنهم يعرفون تاريخهم جيدًا.. ودائما يكونون في الصف الثاني عند مواجهة حكوماتهم وينتقدون عبر نوافذ منازلهم بينما الشعب يجوب الميادين وهذه مؤلمة بحق الشعب أن يصل به الحال لهذا الأمر. أما من الناحية الشرعية فرجال الثورة أغلبهم دعاة على أبواب جهنم وهم يطرقون أبواب الفتنة ويلوكون ألسنتهم بالحق لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ويقلبون لفتياننا الأمور بل وحتى بعض العقلاء وبكل أسف. باختصار رجال الثورات هم ضباع المجتمع لا ينتهزون الفرص للنهوض بالمجتمع بقدر ما ينتهزونها للإطاحة بالمجتمع ونشر الفوضى ودمار البلد.